مبحث التعارض واختلاف الأدلّة

بیان أصالتی الحقیقة والجدّ

بیان أصالتی الحقیقة والجدّ

‏ ‏

‏فظهر من ذلک : أنّ هنا أصلین : أحدهما أصالة العموم أو الحقیقة أو الظهور‏‎ ‎‏ونحوها، والثانی أصالة الجدّ، وأنّ الاُولی إنّما تجری فیما لو شکّ فی استعمال اللفظ فی‏‎ ‎‏غیر ما وُضع له أوّلاً، والثانیة فیما لو شکّ فی تطابق جدّه مع الاستعمال؛ بعد فرض‏‎ ‎‏العلم باستعماله فیما وضع له، لکن مرجع الاُولی إلی أصالة عدم الغلط والاشتباه وعدم‏‎ ‎‏الإغراء بالجهل؛ حیث إنّ استعماله فی غیر ما وضع له، مع عدم نصب القرینة علی‏‎ ‎‏ذلک: إمّا لأجل احتمال الاشتباه والغلط فی عدم نصب القرینة، أو لاحتمال تعمّده له؛‏‎ ‎‏لقصد الإغراء بالجهل، وکلّ هذا مخالف للأصل، بل لا معنی لأصالة الظهور، إلاّ أن‏‎ ‎‏یقدّر فی الکلام مضاف، مثل «أصالة حجّیّة الظهور» أو إرادة الظهور التی مرجعها إلی‏‎ ‎‏أصالة الجدّ، وعلی الأوّل ـ أی أصالة حجّیّة الظهور ـ لابدّ من ملاحظة مبنی الحجّیّة،‏‎ ‎‏ولاریب فی أنّ مبناها أصالة عدم الغلط والاشتباه والإغراء بالجهل.‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 466