مبحث التعارض واختلاف الأدلّة

الأمر الأوّل عدم تعارض العامّ والخاصّ

الأمر الأوّل عدم تعارض العامّ والخاصّ

‏ ‏

‏اختصاص الکلام فی هذا الباب بتعارض الأخبار‏

‏إنّ مبحث التعارض وإن کان بعنوانه أعمّ من عنوان تعارض الأخبار، وهو‏‎ ‎‏واضح، ولکن حیث إنّ الأغلب هو تعارض الأخبار خصّوا عنوان البحث بهذا‏‎ ‎‏العنوان، دون تعارض قول اللُّغویّین ونحوه، والمذکور فی جمیع أخبار الباب هو‏‎ ‎‏عنوانان: ‏

أحدهما:‏ عنوان تعارض الخبرین کما فی مرفوعة زرارة .‏

ثانیهما:‏ الخبران المتنافیان کما فی سائر الروایات علی اختلافها فی التعبیر.‏

‏فیدور باب التعارض مدار هذین العنوانین، بل عنوان الخبرین المتخالفین؛ لأنّ‏‎ ‎‏مرجع العنوانین واحد، وهو اختلاف مضمونی الخبرین، وحیث إنّ فهم المعانی‏‎ ‎‏وتشخیص موضوعات الأحکام الاُصولیّة والفرعیّة، مثل (‏لاینقض الیقین‎ ‎بالشکّ)‎[1]‎‏، أو الخبرین المتعارضین، منوط بنظر العرف والعقلاء، فلابدّ من عرض هذا‏‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 453
‏العنوان ـ أی الخبرین المتنافیین ـ علی العرف، وملاحظة أنّه فی أیّ مورد یصدق علیه‏‎ ‎‏هذا العنوان، وأیّ مورد لایصدق فیه. وهذا ممّا لا إشکال فیه.‏

‏ولا إشکال أیضاً فی أنّ الموجبة الجزئیّة والسالبة الکلّیّة متنافیتان، وکذلک‏‎ ‎‏الموجبة الکلّیّة والسالبة الجزئیّة، کما قُرّر ذلک فی المنطق‏‎[2]‎‏، ومع ذلک لایعدّ العامّ‏‎ ‎‏والخاصّ المطلقان ـ الواردان فی الکتاب والسُّنّة ـ والمطلق والمقیّد متنافیین بلا إشکال،‏‎ ‎‏ولهذا لم یعترض بذلک أحد، مع أنّه قال تعالی : ‏‏«‏وَلَوْ کانَ مِنْ عِنْدِ غَیْرِ الله ِ لَوَجَدُوا‎ ‎فِیهِ اخْتِلافاً کثیراً‏»‏‎[3]‎‏ وأنّ هذا هو الاختلاف.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 454

  • )) تهذیب الأحکام 1 : 8 / 11، وسائل الشیعة 1 : 174 ، کتاب الطهارة ، أبواب نواقض الوضوء ، الباب 1 ، الحدیث 1 .
  • )) شرح الإشارات 1 : 181 ، شرح المطالع : 166 ـ 167، حاشیة ملاّ عبدالله : 93، شرح الشمسیة : 114.
  • )) النساء (4) : 82 .