الاستصحاب

حال الشکّ فی المعاملات

حال الشکّ فی المعاملات

‏ ‏

‏وأمّا المعاملات فالشکّ إمّا فی المعاملات التی صدرت منه بالمباشرة مع بقاء‏‎ ‎‏العین المبیعة فی الخارج، أو مع عدم بقائها بإتلاف منه أو بآفة سماویّة، والثانی شبهة‏‎ ‎‏مصداقیّة بقسمیه؛ لقوله ‏‏علیه السلام‏‏ : (‏من أتلف مال الغیر فهو له ضامن)‎[1]‎‏ وقاعدة الید‏‎ ‎‏واستصحاب عدم الانتقال، فلایجوز التمسّک بواحد منها؛ لاحتمال اعتبار علمه حین‏‎ ‎‏المعاملة بالحکم والموضوع، واحتمال الاختلال سهواً أو نسیاناً، الذی هو مورد قاعدة‏‎ ‎‏التجاوز المتقدّمة علی قاعدة الید وقاعدة «من أتلف» واستصحاب عدم النقل‏‎ ‎‏والانتقال.‏

‏أمّا الأوّل ـ وهو فرض بقاء العین ووجودها بعینها ـ ففیه :‏

أوّلاً :‏ أنّه لایلزم من تجدید المعاملة وإیقاعها ثانیاً عسر ولا حرج.‏

وثانیاً :‏ العین الموجودة المذکورة مردّدة بین کونها ملکاً له ولغیره، وهذا‏‎ ‎‏التردید والشکّ ناشٍ عن صحّة المعاملة الماضیة وعدمها، لکن لا مانع من جریان‏‎ ‎‏قاعدة أصالة الحِلّ هنا، نعم ذکر بعض عدم شمولها لهذا المورد، لکنّه لایضرّ بعد تحقّق‏‎ ‎‏الإجماع علیه وعدم دلیل آخر علی خلافه. هذا فی المعاملة المشکوکة الصادرة منه‏‎ ‎‏بالمباشرة.‏

‏وأمّا مع صدورها من الغیر وکالة عنه ـ کما هو الغالب فی عقد النکاح والطلاق،‏‎ ‎‏بل وکثیر من المبایعات والمعاوضات ـ فأصالة الصحّة فی فعل الغیر فیه محکّمة بلا‏‎ ‎‏إشکال.‏


کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 398
فانقدح من جمیع ما ذکرناه :‏ عدم لزوم اختلال النظام والمعاش والعسر‏‎ ‎‏والحرج لو لم تعمّ قاعدة التجاوز والفراغ جمیع الأقسام والصور المتقدّمة واختصاصها‏‎ ‎‏ببعضها.‏

لایقال :‏ فی جمیع الموارد التی لا یعلم المکلّف حاله حین العمل ـ من العلم‏‎ ‎‏والجهل حکماً أو موضوعاً أو معاً یوجد أصل یُحرز به کونه جاهلاً بذلک، وبه یندرج‏‎ ‎‏تحت الدلیل؛ لأنّ کلّ مکلّف مسبوق بالجهل حال صباه وعدم بلوغه، فباستصحابه‏‎ ‎‏یخرج المورد عن تحت قاعدة الفراغ، ویصیر مورداً للاستصحاب؛ أی استصحاب‏‎ ‎‏عدم الإتیان بالمشکوک، ویلزم ممّا ذکر لزوم العسر والحرج.‏

فإنّه یقال :‏ نعم لو لم یعلم إجمالاً بنقض الحالة السابقة، وهذا العلم الإجمالی‏‎ ‎‏بکونه عالماً بالحکم والموضوع فی بعض أفعاله والأعمال الصادرة منه سابقاً متحقّق فی‏‎ ‎‏کلّ مکلّف، ومعه لا مجال للاستصحاب المزبور.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 399

  • )) هذه القاعدة المتداولة بین الأصحاب یبدو أنّها لا أساس لها بهذا النصّ فی مصادرنا الروائیة المعروفة بل هی مستفادة من عدّة روایات أوردها الإمام قدس سره فی کتابه البیع 2: 241 ـ 242 حیث أکّد هناک بأنّها مستفادة منها فراجع.