الاستصحاب

حول مثبتات الأمارات

حول مثبتات الأمارات

‏ ‏

‏أمّا الکلام فی المقام الأوّل : فهو أ نّه قد تقدّم مراراً أنّ الأمارات کلّها عرفیّة‏‎ ‎‏عقلائیّة أمضاها الشارع، ولم یردع عن بنائهم علی العمل بها، ولیست تأسیسیّة، مثل‏‎ ‎‏خبر الواحد، والظواهر، وحجّیّة قول أهل الخبرة فی کلّ فنّ، وأصالة الصحّة فی أفعال‏‎ ‎‏المسلمین، والید، ونحو ذلک؛ لعدم نهوض دلیل من الآیات والروایات علی جعل‏‎ ‎‏الحجّیّة فی شیء من هذه، فإنّ آیة النبأ تدلّ علی الردع عن العمل بخبر الفاسق، أو فی‏

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 180
‏مقام التنبیه علی فسق الولید، وکذلک مثل قوله ‏‏علیه السلام‏‏: (‏العمری ثقتی)‎[1]‎‏ ونحوه‏‎[2]‎‏، فإنّه‏‎ ‎‏فی مقام توثیقه، لا جعل حجّیّة خبره، وحینئذٍ فلابدّ من ملاحظة بناء العقلاء فی‏‎ ‎‏عملهم بها، والوجه فی عملهم بها: هو إفادتها الظنّ والوثوق النوعی بمؤدّاها‏‎ ‎‏وبملزوماتها وملازماتها ولوازمها مطلقاً؛ عقلیّاً أو عادیّاً أو شرعیّاً، بلا واسطة أو مع‏‎ ‎‏الواسطة، ولیس المراد أ نّها تثبت بحصول الوثوق علی مؤدّاها فقط، بل المراد أ نّه إذا‏‎ ‎‏أخبر الثقة بطلوع الشمس مثلاً ـ یحصل بالوثوق الحاصل من خبره بطلوع الشمس ـ‏‎ ‎‏وثوق آخر بإضاءة العالَم من جهة الملازمة بینهما، وهکذا وثوق آخر بالنسبة إلی‏‎ ‎‏ملزوماته وملازماته، والمفروض عدم ردع الشارع عن ذلک البناء، فالجمیع حجّة.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 181

  • )) الکافی 1 : 265 / 1، وسائل الشیعة 18 : 99، کتاب القضاء، أبواب صفات القاضی، الباب11، الحدیث 4 .
  • )) کقوله علیه السلام : «العمری وابنه ثقتان فما أدّیا إلیک عنی فعنی یؤدّیان...»، نفس المصدر.