التنبیه السابع فی الاُصول المثبتة
اختلفوا فی وجه حجّیّة مثبتات الأمارات دون الاُصول ؛ أی لوازمها العقلیّة والعادیّة والشرعیّة ولوازم لوازمها وملزوماتها وملازماتها، فإنّ هذه کلّها مترتّبة تثبت بقیام الأمارة، بخلاف الاُصول؛ فإنّه لا یترتّب علیها إلاّ اللّوازم الشرعیّة بلا واسطة، دون العقلیّة والعادیّة کذا والشرعیّة بواسطة العادیّة والعقلیّة وملزوماتها وملازماتها.
فقال الشیخ الأعظم قدس سره : إنّ الوجه فی ذلک : هو أنّ اللوازم العقلیّة والعادیّة غیر قابلة لأن تنالها ید الجعل والتعبّد، والتعبّد بها إنّما یمکن ویصحّ بلحاظ آثارها الشرعیّة، ونبات اللحیة وبیاضها ونحوها من الاُمور التکوینیّة لیست کذلک حتی تثبت باستصحاب بقاء زید.
ویظهر من المحقّق الخراسانی قدس سره فی الحاشیة علی الفرائد: أنّ الوجه فی ذلک عدم تمامیّة الإطلاقات، وأن القدر المتیقَّن هو جعل الاُصول بلحاظ الآثار الشرعیّة
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 179
بلاواسطة.
وقال شیخنا الحائری قدس سره : إنّ وجهه انصراف أدلّة الاُصول إلی ما یترتّب علیها الآثار الشرعیّة بلا واسطة.
وقال المیرزا النائینی قدس سره : إنّ الوجه فی ذلک اختلاف المجعول فی الأمارات والاُصول، وأنّ المجعول فی الأمارات هو الطریقیّة، فمثبتاتها حجّة، بخلاف الاُصول فإنّ المجعول فیها هو تطبیق العمل علی مؤدّاها.
أقول : هنا مقامات من البحث :
الأوّل : فی بیان الوجه فی حجّیّة مثبتات الأمارات من الملزومات والملازمات واللوازم مطلقاً بلا واسطة أو مع الواسطة.
الثانی : فی بیان الوجه فی عدم حجّیّة مثبَتات الاُصول.
الثالث : فی البحث عن الآثار الشرعیّة المترتّبة علی الاُصول بواسطة أثر شرعیّ آخر.
کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 180