الاستصحاب

الأمر الثالث: وجود الموضوع فی القضایا

الأمر الثالث: وجود الموضوع فی القضایا

‏ ‏

‏القضایا الموجبات علی ثلاثة أقسام :‏

الأوّل :‏ الموجبة المحصّلة، نحو «زید قائم».‏

الثانی:‏ المعدولة، مثل «زید لا قائم» ونحوه ممّا حکم فیه بثبوت أمر‏


کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 128
‏عدمیّ لموضوع.‏

الثالث :‏ القضیّة السالبة المحمول ، وهی التی یکون المحمول فیها قضیّة سالبة‏‎ ‎‏مثل «زید هو الذی لیس بقائم»، فإنّها لیست محصّلة؛ لأنّ المحمول فیها سلبیّ، ولا‏‎ ‎‏معدولة؛ لأنّ المحمول فی المعدولة لیس بنحو القضیّة السلبیّة.‏

‏ولا إشکال فی أنّه لابدّ فی القضیّة الموجبة بأقسامها الثلاثة، من ثبوت‏‎ ‎‏الموضوع ووجوده فی الظرف الذی یُراد فیه إثبات الحکم علیه والإخبار به عنه، ففی‏‎ ‎‏القضایا المؤوّلة مثل «زید علی السطح»؛ لقاعدة الفرعیّة: وهی أنّ ثبوت شیء لشیء‏‎ ‎‏فرع ثبوت المثبت له.‏

‏وفی القضایا الغیر المؤوّلة التی تحکی عن الهوهویّة، مثل «زید قائم»؛ لقاعدة‏‎ ‎‏الاستلزام: وهی أنّ اتّحاد الشیئین مستلزم لوجودهما بنحو من أنحاء الوجودات،‏‎ ‎‏ولاتجری فی هذا القسم من القضایا القاعدةُ الفرعیّة؛ لعدم الحکم فیها بثبوت شیء‏‎ ‎‏لشیء، بل مفادها الاتّحاد والحکم بالهوهویّة، وهو لیس فرع ثبوت الموضوع.‏

وبالجملة :‏ لابدّ فی الموجبات مطلقاً من وجود الموضوع، بخلاف السوالب‏‎ ‎‏المحصّلة، فإنّها تصدق مع انتفاء الموضوع أیضاً، مثل «شریک الباری لیس بموجود»،‏‎ ‎‏ولکن قد یتّفق فیها وجود الموضوع، فیسلب عنه المحمول، فبناء علی مذهب‏‎ ‎‏المتأخّرین من المنطقیّین ـ من اشتمال السوالب علی النسبة السلبیّة‏‎[1]‎‏ـ لابدّ أن لاتصدق‏‎ ‎‏السالبة بانتفاء الموضوع .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 129

  • )) تقدّم تخریجه .