الاستصحاب

الأمر الثانی : أنّ وعاء وجود الأشیاء إمّا الخارج أو الذهن

الأمر الثانی : أنّ وعاء وجود الأشیاء إمّا الخارج أو الذهن

‏ ‏

‏وعاء وجود الأشیاء وظرفه : إمّا هو الخارج کالأعیان الموجودة فی الخارج،‏‎ ‎‏وإمّا الذهن کالانتزاعیّات والاعتباریّات، ولا ثالث لهما؛ بأن یکون شیء لیس وعاؤه‏‎ ‎‏الذهن ولا الخارج.‏

فما ذکره المیرزا النائینی ‏قدس سره‏‏ :‏‏ من أنّ الانتزاعیّات کذلک، وأنّ وعاء وجودها‏‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 75
‏الاعتبار، لا الذهن ولا الخارج‏‎[1]‎‏، کما تری، فإنّ وعاء وجودها الذهن، ووعاء الأمر‏‎ ‎‏المنتزع منه هو الخارج.‏

‏نعم ذکر بعض المتکلّمین القائلین بالأعیان الثابته : أنّ وعاءها الثبوت‏‎[2]‎‏، لکن‏‎ ‎‏لایُفهم ولا یُتصوّر لما ذکروه معنیً محصّل.‏

‏ثمّ إنّ ما صنعه أیضاً : من عدّه الملکیّة من مقولة الجِدَة، وأنّ الجِدَة: عبارة عن‏‎ ‎‏الواجدیّة والسلطة والإحاطة بشیء، وأنّها ذات مراتب أقواها وأتمّها ملکیّة السماوات‏‎ ‎‏والأرضین وما بینهما وما فوقهما وما تحتهما له تعالی ، فإنّها من أقوی مراتب الواجدیّة،‏‎ ‎‏وأیُّ واجدیّة أقوی من واجدیّة العلّة لمعلولها، الذی وجوده من مراتب وجودها؟! ثمّ‏‎ ‎‏دون ذلک واجدیّة اُولی الأمر الذین هم أولی بالمؤمنین من أنفسهم وأموالهم، ثمّ دون‏‎ ‎‏ذلک الواجدیّة الحاصلة من إحاطة شیء بشیء، کالقمیص المحیط بالبدن‏‎[3]‎‏.‏

‏ففیه أیضاً مواضع للإشکال :‏

أمّا أوّلاً :‏ فلأنّ الملکیّة من المفاهیم الإضافیّة، والمفاهیم لیست من المقولات؛‏‎ ‎‏لأنّ المقولات من الاُمور الحقیقیّة، والمفاهیم لیست کذلک.‏

وثانیاً :‏ علی فرض أنّ الملکیّة من المقولات فهی بمقولة الإضافة أشبه من‏‎ ‎‏مقولة الجِدَة.‏

وثالثاً :‏ ما ذکره فی بیان أنّ ملکیّته تعالی من مقولة الجِدَة: من أنّ المعلول من‏‎ ‎‏مراتب العلّة، فیه : أنّه لیس لذاته تعالی مراتب حتّی یکون من مراتبه، فلو عبّر: بأنّ‏‎ ‎‏الموجودات مظاهر له تعالی، کان له وجه، ومقولة الجِدَة التی ذکرها الحکماء‏‎[4]‎‏ لیس‏‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 76
‏معناها ما ذکره، فإنّها عبارة عن إحاطة شیء بشیء؛ بحیث یلزم من حرکة المحاط‏‎ ‎‏حرکة المحیط، وأنّ مقولة الجِدَة من الموجودات الخارجیّة؛ لعدم انحصار الموجودات‏‎ ‎‏الخارجیّة فی الأجسام.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج.۴): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 77

  • )) فوائد الاُصول 4 : 381 .
  • )) اُنظر شرح المواقف 2 : 190 و 3 : 2 ، المباحث المشرقیة 1 : 45 .
  • )) فوائد الاُصول 4 : 383 .
  • )) الشفاء (قسم المنطق) 1 : 235 ، الأسفار 4 : 223 ، شرح المنظومة (قسم الفلسفة) : 143 ـ 145 .