عقــد البیع وشرائطه

فی اعتبار الاستناد فی صحّة العقد وجوابه

فی اعتبار الاستناد فی صحّة العقد وجوابه 

‏ ‏

والحاصل :‏ أنّ حقیقة الإجازة مباینة للادّعاء المذکور، فلیس فی البین ادّعاء،‏‎ ‎‏ولا مصحّح لهذا الادّعاء، ولا نرید من ذلک أنّ الشارع ـ أو غیره ـ لایمکنه دعوی‏‎ ‎‏انّ العقد عقد المالک، بل نحن فی مقام ردّ ما تُوهّم: من لزوم الاستناد فی الإنفاذ؛‏‎ ‎‏بدعوی أنّ معنی ‏‏«‏أَوْفُوا بِالْعُقُودِ‏»‏‎[1]‎‏ أوفوا بعقودکم، والإجازة تصیّر العقد عقد‏‎ ‎‏المالک؛ لا حقیقة فإنّه واضح، بل ادّعاء فیشمله العموم.‏

‏والجواب عنه أمران :‏

أحدهما :‏ أنّ أصالة الحقیقة حینئذٍ تقتضی عدم الشمول.‏

وثانیهما :‏ عدم إمکان مثل هذا الادّعاء لعدم المصحّح له، فإنّ حقیقة الإجازة‏‎ ‎‏إنفاذ فعل الغیر،فهی مباینة وفی مقابل التنزیل المذکور، فأین الادّعاء حتّی ینطبق‏‎ ‎‏علیه الدلیل؟! فتدبّر، فإنّه حقیق به.‏

‏وبهذا یظهر عدم اعتبار ما ذکر من الاستناد فی صحّة العقد، بل موضوع‏

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 547
‏الأدلّة العامّة العقد المرتبط بالمالک نحو ارتباط؛ بحیث لایکون أجنبیاً عن العقد،‏‎ ‎‏وهذا المعنی موجود فی العقد الواقع علی مال شخص راضٍ بالعقد باطناً مقارناً‏‎ ‎‏للعقد أو متأخّراً عنه، ولذا ذکرنا سابقاً ـ تبعاً للمصنّف ‏‏قدس سره‏‏ ـ أن العقد الواقع علی مال‏‎ ‎‏من کان راضیاً بالعقد خارج عن العقد الفضولی‏‎[2]‎‏.‏

‏ثمّ إنّه لو اعتبر الإنشاء فاعتبار اللفظ فیه أو الصراحة بلا دلیل. نعم، الإنشاء‏‎ ‎‏القلبی ـ الذی ذکره المرحوم صاحب الکفایة ‏‏قدس سره‏‎[3]‎‏ ـ لا محصّل له، وقد مرّ سابقاً فی‏‎ ‎‏ألفاظ الإیجاب والقبول ما یناسب المقام، فراجع.‏

فتحصّل من جمیع ما مرّ :‏ عدم اعتبار الإبراز فی القبول، فضلاً عن اعتباره فی‏‎ ‎‏الإجازة، فضلاً عن اعتبار الإنشاء فی الأوّل، فکیف باعتباره فی الثانی؟! ومع القول‏‎ ‎‏باعتبار الإنشاء فلاتزید الإجازة عن نفس العقد، ولا یعتبر اللفظ والصراحة فی‏‎ ‎‏إنشاء العقد، فکیف بإنشاء الإجازة ؟!‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 548

  • )) المائدة 5 : 1 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 426 .
  • )) حاشیة المکاسب، المحقّق الخراسانی : 66 .