عقــد البیع وشرائطه

التنبیه الأوّل فی قصد المجیز الإمضاء من حین الإجازة أو العقد علی الکشف أو النقل

التنبیه الأوّل فی قصد المجیز الإمضاء من حین الإجازة أو العقد علی الکشف أو النقل

‏ ‏

‏ذکر الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ : «أنّه لو قصد المجیز الإمضاء من حین الإجازة علی القول‏‎ ‎‏بالکشف، أوالإمضاء من حین العقد علی القول بالنقل، ففی صحّتها وجهان»‏‎[1]‎‏. انتهی.‏

‏فلابدّ فی هذه المسألة من ملاحظة المبانی فی القولین: فلو قلنا بالکشف‏‎ ‎‏الحقیقی مع کون ملاحظة المتأخّر شرطاً، کما ذهب إلیه المرحوم صاحب‏

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 541
‏الکفایة ‏‏قدس سره‏‎[2]‎‏، أو قلنا بأنّ الحصّة المضافة إلی المتأخّر مؤثّرة، کما ذهب إلیه‏‎ ‎‏المرحوم المحقّق ضیاء العراقی ‏‏قدس سره‏‎[3]‎‏، أو قلنا بأنّ العقد المتعقّب بالإجازة مؤثّر،‏‎ ‎‏کما ذهب إلیه صاحب الفصول ‏‏قدس سره‏‎[4]‎‏، أو قلنا بأنّ نفس الأمر المتأخّر شرط، کما‏‎ ‎‏یظهر من بعض تعبیرات صاحب الجواهر ‏‏قدس سره‏‎[5]‎‏، أو قلنا بأنّ الرضا التقدیری المقارن‏‎ ‎‏للعقد شرط، کما یظهر من المرحوم المیرزا الرشتی‏‎[6]‎‏، أو قلنا بأنّ العقد بواقع‏‎ ‎‏التقدّم مؤثّر، فعلی جمیع هذه المبانی لابدّ من تعلّق الإجازة بنفس العقد إنشاءً أو‏‎ ‎‏مُنشأً؛ حتّی یحکم بتأثیره، وإلاّ فمع عدم تعلّقها به لا دلیل علی نفوذه حتّی یبحث‏‎ ‎‏عن الکشف والنقل.‏

وبعبارة اُخری:‏ الکشفی یقول بأنّ موضوع أدلّة النفوذ هو العقد المتعقّب أو‏‎ ‎‏المقارن للشرط، کلٌّ علی مبناه، وعلی جمیع المبانی لابدّ من تعلّق الإجازة والرضا‏‎ ‎‏بنفس العقد، فمع عدم التعلّق ـ کما فی المقام ـ لا موضوع لأدلّة النفوذ، فیبطل علی‏‎ ‎‏جمیع التقادیر.‏

وبعبارة ثالثة :‏ حاصل ما یقول به القائل بالکشف : أنّه لو صحّ العقد لابدّ من‏‎ ‎‏الحکم بنفوذه من الأوّل لاقتضاء أدلّة النفوذ ذلک، وإلاّ فلابدّ من الحکم بالبطلان‏‎ ‎‏لعدم الدلیل علی النفوذ، ومقامنا کذلک کما ذکرنا.‏

‏وهکذا لو قلنا بالکشف الحکمی، فالقائل به مدّعٍ بأنّ مقتضی القواعد‏

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 542
‏ذلک، فلو تعلّقت الإجازة بخلاف العقد وما یقتضیه ؛ قیداً کما قیل، أو إطلاقاً کما‏‎ ‎‏لایبعد‏‎[7]‎‏ «وهو النقل من حین العقد» فلا مجال للقول بالکشف الحکمی، فلا تشمل‏‎ ‎‏القواعد ذلک، فلابدّ من الحکم بالبطلان علی هذا المبنی أیضاً.‏

‏وأمّا لو قلنا بالکشف التعبّدی، فلا یمکننا القول به؛ لعدم شمول إطلاق التعبّد‏‎ ‎‏لمثل ذلک؛ لعدم الإطلاق أوّلاً ، وعدم الموضوع ثانیاً، فإنّ مصبّ الدلیل إنّما هو‏‎ ‎‏الإجازة المتعلّقة بالعقد، لا کلّ إجازة کما لایخفی.‏

‏وأمّا صحّته نقلاً ـ کما هی مقتضی القواعد علی هذا المبنی ـ فیمکن منعها‏‎ ‎‏أیضاً، فإنّ ما تقتضیه القواعد هو الحکم بنفوذ العقد من حین الإجازة فیما لو تعلّقت‏‎ ‎‏الإجازة بما هو مقتضی العقد، وهو المبادلة مطلقاً، لا النقل من حین الإجازة، فلو‏‎ ‎‏أجاز العقد من حینها فلایمکننا تصحیح العقد بالقواعد أیضاً فیبطل، فتأمّل.‏

‏وأمّا لو قلنا بالنقل، وأجاز المجیز العقد من الأوّل، فصورة تعدّد المطلوب‏‎ ‎‏خارجة عن محلّ البحث، والحکم فیها الصحّة نقلاً کما هو مقتضی القواعد، ومحلّ‏‎ ‎‏الکلام صورة وحدة المطلوب، ومعها لم تتعلّق الإجازة بما یقتضیه العقد، وهو‏‎ ‎‏المبادلة مطلقاً؛ غیر مقیّدة بکونها من الأوّل، فلا مصحّح لمثل هذا العقد کما مرّ.‏

‏فالحکم البطلان فی جمیع ما هو محلّ النزاع فی هذه المسألة.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 543

  • )) المکاسب: 135 / سطر 21 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 487 ، کفایة الاُصول : 118 ـ 119 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 484 ـ 485 ، نهایة الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) البروجردی 1: 279 ـ 280 ، وبدایع الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) الآملی 1 : 320 ـ 321 .
  • )) الفصول الغرویة : 80 / سطر 36 .
  • )) اُنظر جواهر الکلام 22 : 290 / سطر 8 .
  • )) الإجارة، الرشتی : 184 / سطر 13 .
  • )) أقول : هذا یؤیّد ما مرّ منّا من الإشکال علی القول بالنقل: وهو أنّ إطلاق العقد یقتضی تأثیره من حینه، والإجازة إنّما تعلّقت به، فما معنی القول بتأثیره من حین الإجازة؟! معناه: أنّ العقد یعمل علی خلاف ما یقتضیه ولو بإطلاقه. المقرّر دامت برکاته.