عقــد البیع وشرائطه

أدلّة بطلان العقد الفضولی ومناقشتها

أدلّة بطلان العقد الفضولی ومناقشتها 

‏ ‏

‏واحتجّ للبطلان بوجوه :‏

1 ـ عدم إنفاذ الإطلاقات للعقد الفضولی مطلقاً‏ ـ البیع وغیره ـ فإنّ الظاهر‏‎ ‎‏منها اعتبار الإسناد إلی المالک؛ بحیث یمکن القول: بأنّ العقد عقده والبیع بیعه، فإنّ‏‎ ‎‏الظاهر من ‏‏«‏أوْفُوا بِالْعُقُودِ‏»‏‎[1]‎‏ أوفوا بعقودکم، وکذا آیة البیع‏‎[2]‎‏ والتجارة‏‎[3]‎‏. وهذا‏‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 437
‏الإسناد غیر ثابت فی المعاملة الفضولیّة ولو بعد الإجازة، لا حقیقة وهذا ظاهر، ولا‏‎ ‎‏ادّعاء فإنّ المالک إنّما یجیز فعل غیره، لا أنّه یدّعی أنّ الفعل فعله، مضافاً إلی عدم‏‎ ‎‏شمول الإطلاقات لغیر الحقائق.‏

‏وهذا الاستدلال ـ علی مبنی الشیخ ومن تبعه، ومنهم المرحوم النائینی ‏‏رحمه الله‏‎[4]‎‏ـ‏‎ ‎‏تامّ، ولذا یلزمهم الاستدلال للصحّة بالأدلّة الخاصّة، وأمّا علی ما ذکرنا: من عدم‏‎ ‎‏اعتبار مثل هذا الإسناد، فالصحّة مقتضی القاعدة، کما مرّ‏‎[5]‎‏.‏

2 ـ آیة التجارة‎[6]‎‏: دالّة علی البطلان بوجهین :‏

‏أحدهما : ظهور المستثنی فی أنّ سبب جواز الأکل تجارتکم، والاستناد‏‎ ‎‏مفقود، کما مرّ تقریباً وجواباً‏‎[7]‎‏.‏

‏وثانیهما : ظهور الاستثناء فی الحصر‏‎[8]‎‏، وقد مرّ الجواب عن ذلک أیضاً‏‎ ‎‏مفصّلاً‏‎[9]‎‏، فلانعید.‏

3 ـ عدّة من الروایات.‏ منها النبویّ المستفیض: وهو قوله لحکیم بن حزام:‏‎ ‎‏«‏لاتبع مالیس عندک»‎[10]‎‏، وفی معناه ما ورد من أنّه «‏نهی النبیّ ‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ عن بیع‏‎ ‎مالیس عندک»‎[11]‎‏.‏

‏ویحتمل فی الروایة مع قطع النظر عن صدرها أن یکون المراد من «‏لیس‎ ‎


کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 438
عندک‏» ـ بعد العلم بأنّه لیس المراد منه الحضور الخارجی ـ عدم المملوکیة؛ لتنطبق‏‎ ‎‏الروایة علی الفضولی، أو عدم إمکان التسلیم مطلقاً، بعد العلم بعدم اعتبار إمکان‏‎ ‎‏التسلیم فعلاً فی صحّة العقد.‏

‏وهذا المعنی أجنبیّ عن بیع الفضولی بالکلّیة، بل هو ما یکون ثابتاً عند‏‎ ‎‏العقلاء من اعتبار القدرة علی التسلیم فی صحّة البیع، وقد یکون الفضولی قادراً‏‎ ‎‏علی التسلیم، مع أنّه لا اعتبار بقدرة العاقد علی التسلیم، بل العبرة بقدرة المالک.‏‎ ‎‏فعلی هذا لاتنطبق الروایة علی البیع الفضولی، ولیس واحد من الاحتمالین أظهر من‏‎ ‎‏الآخر، مضافاً إلی أنّه ـ بناء علی الاحتمال الأوّل ـ النهی عن بیع ما لا یملکه العاقد،‏‎ ‎‏لایدلّ علی بطلان الفضولی، إلاّ إذا تعلّق النهی بالبیع مطلقاً، والظاهر من هذا‏‎ ‎‏الترکیب أنّ تعلّق النهی باعتبار عدم ملکیّة العاقد، فلایقع عن غیر مالکه ولا عنه‏‎ ‎‏بحیث لم یحتج إلی رضاه، وأمّا عدم وقوعه عن المالک بعد إجازته فخارج عن مفاد‏‎ ‎‏هذه الروایة.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 439

  • )) المائدة 5 : 1 .
  • )) البقرة 2 : 275 .
  • )) النساء 4 : 29 .
  • )) منیة الطالب 1 : 210 / سطر 7 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 425 ـ 426 .
  • )) النساء 4 : 29 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 78 ـ 80 و 410 ـ 412 .
  • )) المکاسب : 126 / سطر 35 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 80 ـ 81 .
  • )) مسند أحمد بن حنبل 3 : 402 / 1 و 2 ، سنن البیهقی 5 : 339.
  • )) تهذیب الأحکام 7 : 230 / 1005، الفقیه 4 : 4 / 1 ، وسائل الشیعة 12: 374 ـ 375،کتاب التجارة، أبواب أحکام العقود، الباب 7، الحدیث 2 و 5 .