عقــد البیع وشرائطه

الإشکال العقلی فی المقام ودفعه

الإشکال العقلی فی المقام ودفعه 

‏ ‏

والإشکال العقلی :‏ أنّ العلم والإرادة من الصفات الحقیقیّة ذات الإضافة،‏‎ ‎‏لایمکن تعلّقهما بالمعدوم، والبعث إلی المعدوم أیضاً أمر غیر معقول، وفی الواجب‏‎ ‎‏التخییری لا یتعلّق الوجوب بالفردین علی البدل؛ أی الفرد المردّد؛ لأنّه لاوجود له؛‏‎ ‎‏لأنّ الوجود مساوق للتعیّن والتشخّص، بل هو هو، فالوجود المردّد لا معنی له، فلا‏‎ ‎


کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 393
‏یمکن تصویر الوجوب التخییری، إلاّ بأن یلتزم بتعلّق الأمر بالجامع بین الأفراد‏‎[1]‎‏.‏

‏ولکن هذا الإشکال مندفع :‏

بالنقض أوّلاً :‏ فإنّه لاجامع فی بعض موارد التکالیف التخییریّة، مثل ما لو‏‎ ‎‏قال: «لاتفعل الفعل الکذائی»، أو «افعل کذا».‏

وبالحلّ ثانیاً :‏ لوضوح أنّ البعث فی الواجب التخییری قد تعلّق بکلٍّ من‏‎ ‎‏الأطراف معیّناً، ووجدت مبادیه من التصوّر والتصدیق إلی إرادة البعث والتشریع،‏‎ ‎‏وحصل البعث نحو کلٍّ منها، وجواز الاکتفاء بأحد الأطراف یستفاد من «أو»، لا‏‎ ‎‏الوجوب، فالتخییر لا یستفاد من البعث، بل یستفاد من هذه الکلمة، فلا إشکال‏‎[2]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 394

  • )) حاشیة المحقّق الأصفهانی علی الکفایة 2: 69 ـ 70 .
  • )) أقول : الظاهر أنّ السیّد الاُستاذ ـ مدّ ظلّه ـ خلط بین ما یستفاد من الهیئة ـ أی البعث ـ وحقیقة الوجوب، فإنّ الوجوب لیس ببعث فقط، بل الوجوب هو البعث بداعی الإلزام ، فعاد المحذور. المقرّر دامت برکاته.