الإشکال العقلی فی المقام ودفعه
والإشکال العقلی : أنّ العلم والإرادة من الصفات الحقیقیّة ذات الإضافة، لایمکن تعلّقهما بالمعدوم، والبعث إلی المعدوم أیضاً أمر غیر معقول، وفی الواجب التخییری لا یتعلّق الوجوب بالفردین علی البدل؛ أی الفرد المردّد؛ لأنّه لاوجود له؛ لأنّ الوجود مساوق للتعیّن والتشخّص، بل هو هو، فالوجود المردّد لا معنی له، فلا
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 393
یمکن تصویر الوجوب التخییری، إلاّ بأن یلتزم بتعلّق الأمر بالجامع بین الأفراد.
ولکن هذا الإشکال مندفع :
بالنقض أوّلاً : فإنّه لاجامع فی بعض موارد التکالیف التخییریّة، مثل ما لو قال: «لاتفعل الفعل الکذائی»، أو «افعل کذا».
وبالحلّ ثانیاً : لوضوح أنّ البعث فی الواجب التخییری قد تعلّق بکلٍّ من الأطراف معیّناً، ووجدت مبادیه من التصوّر والتصدیق إلی إرادة البعث والتشریع، وحصل البعث نحو کلٍّ منها، وجواز الاکتفاء بأحد الأطراف یستفاد من «أو»، لا الوجوب، فالتخییر لا یستفاد من البعث، بل یستفاد من هذه الکلمة، فلا إشکال.
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 394