عقــد البیع وشرائطه

الأمر السابع الضمان بالقیمة فی التالف القیمی فی البیع الفاسد

الأمر السابع الضمان بالقیمة فی التالف القیمی فی البیع الفاسد

‏ ‏

قوله ‏قدس سره‏‏ :‏‏ «السابع : لو کان التالفُ ـ المبیع فاسداً ـ قیمیّاً، فقد حکی الاتّفاق‏‎ ‎‏علی کونه مضموناً بالقیمة، ویدلّ علیه الأخبار المتفرّقة فی کثیر من القیمیّات»‏‎[1]‎‏.‏

‏ونحن نذکر : أوّلاً ما هو مقتضی القاعدة العقلائیّة فی هذا المقام، وثانیاً‏‎ ‎‏الأخبار ومقتضاها.‏

أمّا الأوّل :‏ فقد مرّ سابقاً: أنّ المعتبر عند العقلاء فی الغرامات وجبر‏‎ ‎‏الخسارات، أداء ماهو قائم مقام العین فی جمیع الخصوصیّات، التی بها تتفاوت‏‎ ‎‏الرغبات عندهم. نعم، الخصوصیّة العینیّة ملغاة عندهم فی هذا المقام؛ لتلفها وعدم‏‎ ‎‏دخلها فی ماهو مناط رغبتهم، فإنّ أداء مثل الحنطة، جابر لخسارة التلف بجمیع‏‎ ‎‏ماهو مورد لرغبة العقلاء بلا نقص، کما هو ظاهر، فمع وجود مماثل للشیء التالف ـ‏‎ ‎‏ولو نادراً ـ لابدّ من تحصیله وأدائه، فإنّ ماهو قائم مقام العین فی تلک الخصوصیّات‏‎ ‎‏هو المثل، لاالقیمة.‏


کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 307
فعلی هذا یمکن أن یقال :‏ إنّ أداء القیمة فی القیمیّات التی لایوجد لها مماثل‏‎ ‎‏أبداً، لیس من جهة أ نّها مضمونة بالقیمة، بل إنّما هو من جهة تعذّر ما هو قائم مقام‏‎ ‎‏العین کذلک، وهو المثل، فالقیمیّات أیضاً مضمونة بالمثل کالمثلیّات، فلابدّ من أدائه‏‎ ‎‏عند التمکّن، ومع عدمه تصل النوبة إلی أداء القیمة من جهة تعذّر المثل، وقد مرّ‏‎ ‎‏تفصیل الکلام فیه.‏

وبالجملة :‏ جبر القیمیّات بالقیمة عند العقلاء إرفاق بحال الضامن، لا قهر‏‎ ‎‏علیه وعلی المضمون له.‏

‏هذا بحسب القواعد وماهو ثابت ببناء العقلاء، واعتبار ذلک بنظر الشارع‏‎ ‎‏یثبت من إطلاق أدلّة الضمانات؛ بمعنی جعله الضمان وسکوته عن کیفیّته وعدم‏‎ ‎‏ردعه عن الثابت عند العقلاء، فمن ذلک یستکشف أنّ کیفیّة الضمان شرعاً أیضاً‏‎ ‎‏ذلک، والإطلاق المذکور فی کلام الشیخ ‏‏رحمه الله‏‎[2]‎‏، لعلّه هذا المعنی أیضاً، والله العالم.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 308

  • )) المکاسب : 109 / سطر 13 .
  • )) المکاسب : 109 / سطر 15 .