عقــد البیع وشرائطه

فی کلام المحقّق الأصفهانی وجوابه

فی کلام المحقّق الأصفهانی وجوابه 

‏ ‏

‏فما ذکره المحقّق الأصفهانیّ ‏‏قدس سره‏‏ ـ فی القول: بأنّ الضمانَ بالمثل والأداءَ فی‏‎ ‎‏القیمیّات بالقیمة إرفاقٌ من الشارع ـ : من أنّ هذا راجع إلی الدوران بین التعیین‏‎ ‎‏والتخییر، فإنّ الاشتغال بمطلق المالیّة معلوم، والشکّ فیخصوصیّة المثل‏‎[1]‎‏.‏

‏خلطٌ بین مرحلة الثبوت والسقوط، فلو قلنا بالبراءة فی مسألة الدوران فی‏‎ ‎‏مرحلة الثبوت، لانقول بها فی مرحلة السقوط والأداء، بل المرجع هو الاشتغال، ولو‏‎ ‎‏قلنا: بأنّ الضمان هو اشتغال الذمّة بمطلق مالیّة الشیء ـ بلا فرق بین المثلیّ والقیمیّ‏‎ ‎‏ـ فالأقوی التخییر للضامن، والأحوط أداء المثل کما لایخفیٰ.‏

ولو قلنا :‏ بأنّ مقتضاه تبدیل الشیء بالمثل فی المثلیّ والقیمة بالقیمیّ فی‏‎ ‎‏التلف، فهنا یرجع الشکّ إلی أ نّه هل اشتغلت الذمّة بالمثل أو القیمة؟ فلو قلنا بأنّ‏‎ ‎‏القیمة مالیّة الشیء بحسب النقد المتعارف، فالعلم الإجمالیّ یقتضی تحصیل البراءة‏‎ ‎‏الیقینیّة، وقد تقدّم بحثه.‏

ولو قلنا :‏ بأنّ القیمة نفس مالیّة الشیء مطلقاً، فمع اتّفاق قیمة المثل وقیمة‏‎ ‎‏الشیء الأمر واضح، ومع الاختلاف یرجع إلی البراءة عن الزائد.‏


کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 271
ذکر المحقّق النائینی ‏رحمه الله‏‏ :‏‏ أنّ القاعدة علی هذا القول ـ وهو المشهور ـ وإن‏‎ ‎‏اقتضت الاحتیاط، إلاّ أنّ الإجماع علی عدم وجوبه فی المقام‏‎[2]‎‏ یدلّ علی تخییر‏‎ ‎‏الضامن فی الأداء‏‎[3]‎‏، وأنت خبیر بأنّ ماهو مَظَنّة الإجماع لیس عدم وجوب‏‎ ‎‏الاحتیاط، بل إنّما هو عدم خروج المِثْل والقیمة معاً من کیس الضامن، فیمکن‏‎ ‎‏تحصیل الموافقة القطعیّة بتسلیمهما إلی المالک حتّی یختار أحدهما، ومع عدم‏‎ ‎‏الاختیار یرفع أمره إلی الحاکم، ویجیء فیه ما تقدّم، وهذا أمر آخر بعد حصول‏‎ ‎‏الموافقة القطعیّة، ولاتصل النوبة إلی الاحتمالیّة.‏

‏ولو شککنا فی معنی الضمان؛ ولم ندرِ ـ من جهة إجمال الدلیل مثلاً ـ أ نّه‏‎ ‎‏هل هو اعتبار العین فی العُهدة أو غیرها ممّا سبق؟ فالمرجع هو الاحتیاط، فإنّ عُهدة‏‎ ‎‏العین والمثل والقیمة اُمور متباینة، فلابدّ من ردّ المثل والقیمة معاً بعد تلف العین إلی‏‎ ‎‏المالک؛ حتّی تحصل البراءة الیقینیّة، والعلم الإجمالی بعد ذلک قد ظهر بحثه فیما‏‎ ‎‏تقدّم‏‎[4]‎‏.‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 272

  • )) حاشیة المکاسب، الأصفهانی 1 : 89 / سطر 7 .
  • )) حاشیة المکاسب ، السیّد الیزدی 1 : 97 / سطر 20 .
  • )) منیة الطالب 1 : 138 / سطر 6 ـ 13 .
  • )) بل المرجع هو البراءة عن غیر القیمة الساریة؛ أی مطلق المالیّة، فإنّها ساریة فی العین والمثل والقیمة السوقیّة، فیدور الأمر بین الإطلاق والتقیید، والمرجع البراءة عن التقیید. المقرّر حفظه الله .