عقــد البیع وشرائطه

الاستدلال علی عدم الضمان فی المقام

الاستدلال علی عدم الضمان فی المقام 

‏ ‏

‏ثم إنّ هنا توهّماً : وهو أنّ ما دلّ علی أنّ الخراج بالضمان‏‎[1]‎‏ یدلّنا علی عدم‏‎ ‎‏الضمان فی المنافع‏‎[2]‎‏، لکن علی ما ذکره الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ من أنّ دلالة الروایة لاتقصر عن‏‎ ‎‏سندها فی الوهن، فلا تترک لأجلها قاعدة ضمان مال المسلم واحترامه‏‎[3]‎‏. وما ذکره‏‎ ‎‏المرحوم النائینیّ: من أنّ الظاهر من الضمان ـ من جهة ظهور الباء فی المقابلة‏‎ ‎‏والاحتیاج إلی الطرفین ـ الضمان الجعلیّ؛ أی المعاملیّ، فتدلّ العبارة علی أنّ فی‏‎ ‎‏المعاملة الصحیحة التی أقدم فیها علی الضمان یکون الخراج للضامن، فلا تدلّ علی‏‎ ‎‏ما نحن بصدده، فإنّ المفروض أنّ المعاملة فاسدة‏‎[4]‎‏، فلا نعقل له وجهاً محصّلاً، فإنّ‏‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 264
‏الباء لاتکون ظاهرة فی ما ذکره، فإنّها إمّا للسببیّة أو المقابلة، وشیء منهما لایدلّ‏‎ ‎‏علی أنّ الضمان هو الضمان المعاملیّ، فإنّ الباء تدلّ علی أنّ سبب الخراج الضمان،‏‎ ‎‏أو الخراج فی مقابل الضمان، وأمّا الضمان هل هو حقیقیّ أو معاملیّ أو شیء آخر؟‏‎ ‎‏فلیست الباء ناظرة إلیه، فلعلّ المراد منها ما قال أبو حنیفة فیها، وهو أنّ ما کان‏‎ ‎‏الشخص ضامناً له حقیقة فمنافعه له، فإنّ الخراج بالضمان ، بل الضمان بالبدل‏‎ ‎‏الجعلیّ من الأغلاط علی مامرّ، بل فیه لیست إلاّ معاملة وجعل شیء فی مقابل‏‎ ‎‏شیء، وهذا لیس من معنی الضمان فی شیء. نعم، ملاحظة صدر هذه العبارة ـ الذی‏‎ ‎‏یکون موردها ـ تشهد بأنّ الضمان لم یستعمل فی معناه الأصلیّ، وعُدل عنه إلی‏‎ ‎‏معنیً آخر، فإنّ موردها المعاملة الصحیحة، وقضیّة لزوم الانطباق عدم صلاحیّتها‏‎ ‎‏للاستدلال بها فی المقام، فإنّه لاجامع بین الضمان فی المعاملة المفروضة صحّتها‏‎ ‎‏والضمان فی المقام.‏

‏وأیضاً بمناسبة المورد ـ وهو العبد ـ یعلم أنّ المراد من الخراج هو ما یضرب‏‎ ‎‏علی العبد، کما یأخذ السلطان بعنوان الخراج من الأراضی وغیرها، وأین هذا‏‎ ‎‏المعنی من منافع الشیء؟! فلا دلالة لهذه العبارة بملاحظة الصدر ـ بل من دون‏‎ ‎‏ملاحظته أیضاً ـ علی عدم ضمان المنافع.‏


کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 265

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 266

  • )) اُنظر سنن الترمذی 2 : 376 / 1303 و 377 / 1304، سنن أبی داود 2: 306 / 3508 ـ 3510، سنن ابن ماجه 2: 754/ 2243، سنن البیهقی 5: 321، عوالی اللآلی 1: 219 / 89 .
  • )) الوسیلة إلی نیل الفضیلة : 255 .
  • )) المکاسب : 104 / سطر 26 .
  • )) منیة الطالب 1 : 132 ـ 133 .