تمسّک الشیخ للضمان بقاعدة «لاضرر» ومناقشته

‏‏تمسّک الشیخ للضمان بقاعدة «لاضرر» ومناقشته‏‏ ‏

‏‏ ‏

‏‏وقد تمسّک الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ لإثبات الضمان بقاعدة «لاضرر»‏‎[1]‎‏، ولسنا فعلاً بصدد‏‎ ‎‏تحقیق بیان القاعدة ودلالتها ولکن نبیّن إمکان التمسّک بها فی المقام لإثبات‏‎ ‎‏الضمان وعدمه، فنقول :‏

‏
‏‎

‏‏أحدهما :‏‏ أنّ «لاضرر» قد اُطلقت علی نحو الحقیقة الادّعائیّة، فإنّ الضرر فی‏‎ ‎‏مواردها موجود تکویناً، والمصحّح للادّعاء إنّما هو لزوم تدارک الضرر، فالضرر‏‎ ‎‏المتدارک کأنّه لاضرر، ولذا ادُّعی أ نّه کذلک، فـ «لاضرر» ورد لبیان لزوم التدارک،‏‎ ‎‏وهذا معنی الضمان.‏

‏‏ثانیهما :‏‏ أنّ «لاضرر» ینفی کلّ ما یکون ضرریّاً فی الشریعة المقدّسة، ومنها‏‎ ‎‏الأحکام الضرریّة، ومنها إضرار الناس بعضهم ببعض، ومنها عدم اشتغال ذمّة الضارّ‏‎ ‎‏بما أضرّ به، فإنّه ضرریّ علی الآخر، فیلزم تدارکه، وهذا معنی الضمان.‏

‏‏وعلی أیّ تقدیر، تمّت هذه التقریبات لولا القاعدة علی عکس المطلوب أدلّ،‏‎ ‎‏فإنّ أخذ مال القابض ـ المفروض عدم کون التلف مستنداً إلیه؛ لامباشرة ولا تسبیباً ‏‎ ‎‏لتدارک المال التالف ضرر علیه، ولا ضرر، فالقاعدة تثبت عدم ضمان التلف.‏

‏‏والتوفیق بینها وبین حدیث الید‏‎[2]‎‏: إمّا بتخصیصها بالحدیث، أو أن یقال: بأنّ‏‎ ‎‏رتبة المجعول فی الحدیث غیر ضرریّ، فإنّ العُهْدة المحضة لاضرر فیها أبداً،‏‎ ‎‏والمرتبة المتأخّرة عنهاـ وهی مرتبة وجوب الأداء ـ وإن کانت مرتبة شمول‏‎ ‎‏القاعدة، إلاّ أ نّه بعد ثبوت العُهْدة بالحدیث یکون الأداء من قبیل أداء مال الغیر، وهذا‏‎ ‎‏أجنبیّ عن مفاد القاعدة، وهذا نظیر مایقال فی الزکاة: من أنّ رتبة جعل الشارع‏‎ ‎‏تشریک الفقراء فی المال مع صاحبه، مقدّمة علی رتبة شمول «لاضرر»، وبعد ثبوت‏‎ ‎‏جعل التشریک ـ لعدم مزاحمة القاعدة له فی هذه المرتبة ـ یکون وجوب الأداء من‏‎ ‎‏قبیل وجوب أداء مال الغیر، فتصبح القاعدة سالبة بانتفاء الموضوع.‏

‏‏وکیف کان، فتجشّم هذه الوجوه لدفع التدافع بین الحدیث والقاعدة، إنّما هو‏‎ ‎‏علی مذاق القوم فی مفاد القاعدة، وإلاّ فالأمر عندنا سهل، والتحقیق فی مفادها‏‎ ‎

‏
‏‎

‏‏ ‏

‏‎ ‎

‏‎

• )) الکافی 5 : 294 / 8، الفقیه 4 : 243 / 2، عوالی اللآلی 1 : 383 / 11 و2 : 74 و3: 220، وسائل الشیعة 17 : 341، کتاب إحیاء الموات، أبواب إحیاء الموات، الباب 12، الحدیث 4، المکاسب: 103 / سطر 4 .
• )) تقدّم فی الصفحة 235 .