تقریب لزوم المعاطاة بعد التلف
وأمّا بعد تلف العینین أو إحداهما، مع الغضّ عن الإشکال فی تعلّق الملکیّة بالمعدوم، فیمکن تقریب لزوم المعاطاة بذلک، وصیرورة العوضین ملکاً للمتعاقدین حینئذٍ: بأنّ إطلاق دلیل سببیّة العقد لمضمونه، یقتضی تحقّق مضمونه مطلقاً بعد العقد إلیٰ طُرُوّ ما یُزیل هذا المضمون، خرجنا عن هذا الإطلاق بالإجماع (الفرضی) علیٰ عدم تأثیر العقد وحصول الإباحة. والقدر المتیقّن من هذا الإجماع إنّما هو إلیٰ زمان التلف، وأمّا بعده فلا، بل المتیقّن عدم الإجماع حینئذٍ، وبما أنّه لابدّ من رفع الید عن الإطلاق بالمقدار المتیقّن من تقییده، ولابدّ من التمسّک به بالنسبة إلیٰ ما عدا هذا المقدار، یتمسّک بإطلاق دلیل سببیّة العقد لمضمونه بعد التلف، وهذا معنیٰ حصول الملکیّة بالتلف ولزوم المعاملة بعده.
نظیر ذلک أدلّة اشتراط القبض فی تأثیر العقد فی الصرف والسلم، فإنّ إطلاق دلیل العقد یقتضی التأثیر بعد العقد، دلّ الدلیل علیٰ عدمه قبل حصول القبض، فیتمسّک بالإطلاق لإثبات التأثیر بعد القبض.
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 175
ومن هنا ظهر : أنّه لا نحتاج إلی إثبات الملکیّة آناً مّا ـ قبل البیع أو العتق المتعلّقین بما حصل بالمعاطاة ـ بما دلّ علی أنّه «لا بیع إلاّ فی ملک»، أو «لا عتق إلاّ فی ملک»، فإنّ إطلاق دلیل سببیّة المعاطاة ـ العقد ـ لحصول الملکیّة یقتضی ذلک؛ لأنّ القدر المتیقّن من تقییده إنّما هو بعد العقد إلی ذلک الآن؛ لأنّ هذا هو المقدار المجمع علیه، فیتمسّک بالإطلاق بالنسبة إلیٰ ما بعد ذلک، فالنتیجة حصول الملکیّة آناً مّا قبل التصرّف.
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 176