المعاطاة

تقریب لزوم المعاطاة بعد التلف

تقریب لزوم المعاطاة بعد التلف 

‏ ‏

‏وأمّا بعد تلف العینین أو إحداهما، مع الغضّ عن الإشکال فی تعلّق الملکیّة‏‎ ‎‏بالمعدوم، فیمکن تقریب لزوم المعاطاة بذلک، وصیرورة العوضین ملکاً للمتعاقدین‏‎ ‎‏حینئذٍ: بأنّ إطلاق دلیل سببیّة العقد لمضمونه، یقتضی تحقّق مضمونه مطلقاً بعد‏‎ ‎‏العقد إلیٰ طُرُوّ ما یُزیل هذا المضمون، خرجنا عن هذا الإطلاق بالإجماع (الفرضی)‏‎ ‎‏علیٰ عدم تأثیر العقد وحصول الإباحة. والقدر المتیقّن من هذا الإجماع إنّما هو إلیٰ‏‎ ‎‏زمان التلف، وأمّا بعده فلا، بل المتیقّن عدم الإجماع حینئذٍ، وبما أنّه لابدّ من رفع‏‎ ‎‏الید عن الإطلاق بالمقدار المتیقّن من تقییده، ولابدّ من التمسّک به بالنسبة إلیٰ ما‏‎ ‎‏عدا هذا المقدار، یتمسّک بإطلاق دلیل سببیّة العقد لمضمونه بعد التلف، وهذا معنیٰ‏‎ ‎‏حصول الملکیّة بالتلف ولزوم المعاملة بعده.‏

‏نظیر ذلک أدلّة اشتراط القبض فی تأثیر العقد فی الصرف‏‎[1]‎‏ والسلم‏‎[2]‎‏، فإنّ‏‎ ‎‏إطلاق دلیل العقد یقتضی التأثیر بعد العقد، دلّ الدلیل علیٰ عدمه قبل حصول‏‎ ‎‏القبض، فیتمسّک بالإطلاق لإثبات التأثیر بعد القبض.‏


کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 175
ومن هنا ظهر :‏ أنّه لا نحتاج إلی إثبات الملکیّة آناً مّا ـ قبل البیع أو العتق‏‎ ‎‏المتعلّقین بما حصل بالمعاطاة ـ بما دلّ علی أنّه «‏لا بیع إلاّ فی ملک‏»، أو «‏لا عتق‎ ‎إلاّ فی ملک»‎[3]‎‏، فإنّ إطلاق دلیل سببیّة المعاطاة ـ العقد ـ لحصول الملکیّة یقتضی‏‎ ‎‏ذلک؛ لأنّ القدر المتیقّن من تقییده إنّما هو بعد العقد إلی ذلک الآن؛ لأنّ هذا هو‏‎ ‎‏المقدار المجمع علیه، فیتمسّک بالإطلاق بالنسبة إلیٰ ما بعد ذلک، فالنتیجة حصول‏‎ ‎‏الملکیّة آناً مّا قبل التصرّف.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 176

  • )) وسائل الشیعة 12 : 458 ـ 459، کتاب التجارة، أبواب الصرف، الباب 2.
  • )) وسائل الشیعة 13 : 67، کتاب التجارة، أبواب السلف، الباب 10.
  • )) اُنظر سنن أبی داود 1 : 665 / 2190، عوالی اللآلی 1 : 233 / 136، وسائل الشیعة 15: 286، کتاب الطلاق، أبواب مقدّماته وشرائطه، الباب 12، الحدیث 1، بحار الأنوار 101: 152 و 196، مستدرک الوسائل 15 : 293، کتاب الطلاق، أبواب مقدّماته وشرائطه، الباب12، الحدیث 5.