المعاطاة

إثبات اللزوم علی الإباحة الشرعیّة

إثبات اللزوم علی الإباحة الشرعیّة 

‏ ‏

‏وأمّا علی القول بالإباحة الشرعیّة، فعلیٰ القول الأوّل منه ـ وهو إلغاء الشارع‏‎ ‎‏سببیّة المعاطاة للملک وجعله سببیّتها للإباحة ـ فیمکن التمسّک بالآیة أیضاً لإثبات‏‎ ‎‏اللزوم حینئذٍ، فإنّ المعاطاة عقد سبب للإباحة الشرعیّة، فیجب الوفاء به، ولو قیل‏‎ ‎‏بأنّ المقصود بها الملک ولم یقع، والواقع الإباحة ولم تقصد، أمکن الجواب عنه: بأنّ‏‎ ‎‏الإباحة لیست أجنبیّة عن الملک وغیرَ مرتبطة به أصلاً، بل إنّما هی من لوازمه،‏‎ ‎‏فالقصد قد تعلّق به ولو تبعاً، والشارع ألغیٰ سببیّة المعاطاة للملزوم، وجعل سببیّتها‏‎ ‎‏للازمه، فیندفع الإشکال.‏

وأمّا علی القول الثانی :‏ وهو أنّه لا سببیّة بین المعاطاة والإباحة أصلاً؛ وهما‏

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 167
‏أمران غیر مرتبط أحدهما بالآخر، والشارع جعل المعاطاة موضوعاً للإباحة، کما‏‎ ‎‏إذا قال: «إذا أفطرت فی شهر رمضان فکفّر» مثلاً، فلا یمکن التمسّک حینئذٍ بالآیة‏‎ ‎‏لإثبات اللزوم، فإنّ الوفاء بالعقد هو الوفاء بمضمونه، والمفروض أنّه لم یقع،‏‎ ‎‏والإباحة خارجة عن مضمون العقد، بل هو حکم مترتّب علی المعاطاة، فلا یمکن‏‎ ‎‏التمسّک بدلیل الوفاء‏‎[1]‎‏ لإثبات ذلک، مع احتمال الإمکان بتقریب : أنّ المراد من‏‎ ‎‏الوفاء بالعقد، ترتیب کلّ ما یکون مترتّباً علی العقد ولو لم یکن داخلاً فی مضمونه،‏‎ ‎‏کالإباحة فی المقام، فافهم.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 168

  • )) المائدة 5 : 1 .