المعاطاة

فی جواب الشیخ الأصفهانی ومناقشة هذا الجواب

فی جواب الشیخ الأصفهانی ومناقشة هذا الجواب 

‏ ‏

‏وقد أجاب عن ذلک المحقّق الأصفهانیّ ‏‏رحمه الله‏‏ بجوابین خاصّ بالقرض وعامّ‏‎ ‎‏یشمل الجمیع :‏

أمّا الأوّل :‏ فهو أنّ العقد فی باب القرض سبب للملک، والقبض سبب‏‎ ‎‏للضمان، وحیث إنّ الشارع رأیٰ الملازمة بین الملک والضمان لم یعتبر الملکیّة إلاّ‏‎ ‎‏بعد القبض، وإلاّ فسبب الملک هو العقد، ولا یشترط فیه القبض أبداً. نعم، بحسب ما‏‎ ‎‏رأیٰ الشارع من الملازمة یکون سبب الملک العقد المتعقّب بالقبض، لا أنّ القبض‏‎ ‎‏شرط فی الملک.‏

‏فعلیٰ ذلک یندفع الإشکال ، فإنّ التعاطی الخارجیّ هو العقد وسبب للملک،‏‎ ‎‏ولیس شرطاً فی تأثیره حتّیٰ یلزم الاتّحاد‏‎[1]‎‏.‏

‏ولکنّ هذا الجواب لا یتمّ بوجه؛ لأنّه بناء علی أنّ العقد تمام سبب الملک لا‏‎ ‎‏یعقل تفکیک مسبّبه عنه، وبناء علی التلازم بین حصول الملکیّة والضمان لابدّ من‏‎ ‎‏التلازم بین سببیهما أیضاً، ومع التفکیک : فإمّا أن یلتزم بحصول الملک بالعقد فیلزم‏‎ ‎‏التفکیک فی المسبّبین، وهذا خلف، وإمّا أن یلتزم بعدم حصول الملک إلاّ بالقبض‏‎ ‎‏فیلزم دخل القبض فیه، فعاد المحذور وهولزوم اتّحاد الشرط والمشروط فی القبض.‏


کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 153
‏وأمّا الجواب العام فهو أنّ للإقباض حیثیّـتین ـ مصدریّ، والحاصل منه ‏‎ ‎‏فالعقد هو الإقباض بالاعتبار الأوّل، والشرط هو الإقباض بالاعتبار الثانی،‏‎ ‎‏فیندفع الإشکال.‏

‏ویشکل هذا بناء علی تمامیّة العقد إلاّ بالقبول علیٰ ما ذکروه، فإنّ العقد ـ‏‎ ‎‏وهو الإقباض ـ لا یتمّ إلاّ بالقبض، فعاد المحذور .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 154

  • )) حاشیة المکاسب، الأصفهانی 1 : 47 / سطر 20 .