الکلام فی مراد العلاّمة
ولنا کلام فی فهم مراد العلاّمة رحمه الله أوّلاً، ثمّ فی إمکان رفع الإشکال بما ذکره الشیخ رحمه الله ولو مع قصد المبیح التملیک؛ وإن کان کلام العلاّمة خالیاً عن المناقشة.
أمّا ما ذکره العلاّمة رحمه الله فلو کان مراده من حصول النقل قبل العتق، حصوله بعد إنشاء العتق، لزم من ذلک التفکیک بین الإنشاء والمنشأ، والقول بحصولهما معاً
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 142
غیر ممکن؛ لعدم تصوّر کون الشخص الواحد حرّاً ومملوکاً فی زمان واحد.
وتقدیر الملکیّة آناً مّا قبل العتق لایدفع المحذور، فإنّ البیع موقوف علی الملکیّة الحقیقیّة ـ حسب الفرض ـ لا التقدیریّة.
ولو کان مراده حصول النقل قبل الإنشاء، لزم منه وقوع النقل بلا موجب، أو تأثیر الإنشاء المتأخّر فی المنشأ المتقدّم، مع أنّ صریح کلامه حصول النقل والانتقال بالعتق، والبیع ضمنیّ.
نعم، یمکن أن یقال : إنّ مراده من ذلک وقوع الأمرین، النقل والعتق بإنشائه «أعتقت عنک»، فکأنّه أنشأ إنشاءین: أحدهما بالمطابقة، والآخر بالالتزام، فیملّکه بذلک الإنشاء التزاماً، ولذا یعبّر بکلمة «عنک»، ویعتقه أیضاً به مطابقة، فهنا إنشاءان لکلٍّ منهما منشأ.
وهذا وإن کان سلیماً عن تلک الإشکالات العقلیّة، لکن لا یساعد علیه اعتبار العقلاء، فإنّ إنشاء الأمرین بإنشاء واحد: أحدهما بالمطابقة، والآخر بالالتزام غیر معروف عندهم.
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 143