المعاطاة

فی حقیقة معاملة تملیک التملیک

فی حقیقة معاملة تملیک التملیک 

‏ ‏

‏ثمّ إنّه هل مثل هذه المعاملة بیع أو هبة أو مصالحة أو عقد جدید أو فاسد‏‎ ‎‏بنظر العقلاء؟‏

ذکر الشیخ ‏رحمه الله‏‏ :‏‏ أنّها لیست بیعاً، بل إنّها هبة معوّضة‏‎[1]‎‏.‏

‏ثمّ رجع عن ذلک، وقال : إنّ التملیک فی باب الهبة ـ حتّیٰ فی المعوّضة ـ‏‎ ‎‏لیس فی مقابل العوض، بخلاف المقام، فبنیٰ علیٰ أنّها مصالحة أو عقد جدید‏‎[2]‎‏،‏‎ ‎‏لکنّ الظاهر أنّ هذا العقد بیع عند العقلاء. فإنّ التملیک مال؛ بمعنیٰ أنّه قد یکون‏‎ ‎‏مورداً لرغبة العقلاء، ولا یشترط فی المال رغبة جمیع العقلاء فیه، بل رغبة فرد‏‎ ‎‏واحد أیضاً کافٍ فی صدق ذلک، کدواء خاصّ لداء شخص خاصّ لاغیر، بل لا‏‎ ‎‏یشترط فی المبیع أن یکون مالاً؛ بمعنیٰ أن یکون مورداً لرغبة العقلاء بلحاظ أثره،‏

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 139
‏بل قد یتعلّق غرض العقلاء باشتراء شیء لإعدامه، کما إذا فرضنا أنّ أحداً قال: کلّ‏‎ ‎‏من مسک عقرباً من داری أشتریها منه بکذا، وغرضه من هذا الاشتراء إعدام هذه‏‎ ‎‏الحشرة والفرار من أذاها، فلابدّ فی البیع أن یکون التملیک لغرض عقلائیّ، وقد‏‎ ‎‏یحصل هذا الغرض لتملیک التملیک أیضاً، وقد مرّ أنّه لایشترط فی المبیع أن یکون‏‎ ‎‏من الأعیان بنظر العقلاء، فلا وجه للقول بعدم کون تملیک التملیک بیعاً؛ حتّیٰ یقال:‏‎ ‎‏إنّها هبة، فیستشکل فیه، ویرجع عنه بدعویٰ أنّها مصالحة، مع أنّ حقیقة المصالحة‏‎ ‎‏هو التسالم، فالمنشأ فیها هو ذلک لا التملیک، وفی المقام المنشأ هو التملیک.‏

‏3 ـ إباحة المال بإزاء المال .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 140

  • )) المکاسب : 88 / سطر33 .
  • )) المکاسب : 88 / سطر 33 .