المعاطاة

محتملات الشیخ فی مفاد الروایة ومناقشتها

محتملات الشیخ فی مفاد الروایة ومناقشتها

‏ ‏

‏فقد احتمل الشیخ ‏‏قدس سره‏‏ احتمالات أربعاً فی هذه الروایة‏‎[1]‎‏:‏

‏1 ـ أن یکون المراد منها أنّ التحلیل والتحریم منحصران باللفظ، ومن‏‎ ‎‏الواضح أنّ هذا الاحتمال أجنبیّ عمّا تکون الروایة بصدد بیانه.‏

‏2 ـ أن یکون المراد منها أنّ المطلب الواحد یحلَّل بکلام ویحرَّم بکلام آخر،‏‎ ‎‏ولایخفیٰ عدم انطباق هذا أیضاً علیٰ مفروض الروایة.‏

‏وقد ذکر هو ‏‏قدس سره‏‏ أیضاً أنّ الظاهر عدم إرادة هذین المعنیین من الروایة‏‎[2]‎‏.‏

‏3 ـ أن یکون المراد من الکلام المحلّل وجوده، ومن الکلام المحرّم عدمه، أو‏‎ ‎‏بالعکس، أو الکلام الواحد محلّل فی محلّ ومحرّم فی محلّ آخر.‏

‏وهذا الاحتمال أیضاً ساقط، فإنّه ـ مضافاً إلیٰ بُعده بالنسبة إلی المحاورات‏‎ ‎‏العرفیّة ـ فاسد فی نفسه، فإنّه لو اُرید منها أنّ وجود البیع محرّم وعدمه محلّل، أو‏‎ ‎‏أنّه فی محلّ محرِّم، وفی محل محلِّل، فلایخفیٰ فساده، فإنّ البیع الفاسد غیر محرّم،‏

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 119
‏مضافاً إلی أنّ عدم البیع غیر محلّل؛ ولو اُرید منها أنّ وجود المقاولة محلّل وعدمه‏‎ ‎‏محرّم، فأیضاً لایخفیٰ فساده؛ ولو اُرید منها أنّ وجود البیع محلّل وعدمه محرّم، فلا‏‎ ‎‏ینطبق علی مفروض السؤال، مضافاً إلی أنّ عدم البیع لیس بمحرّم.‏

‏4 ـ أن یکون المراد من الکلام المحلّل خصوص المقاولة، ومن المحرّم البیع.‏

‏وقد ظهر فساد هذا أیضاً؛ لأنّ المقاولة غیر محلّلة، بل المحلّل هو البیع الواقع‏‎ ‎‏بعدها، والبیع أیضاً لیس بمحرّم، بل التحریم ناشئ من أمر آخر کان قبل هذا البیع‏‎ ‎‏الفاسد، وهو کون الشیء مالاً للغیر.‏

‏فاحتمال أن تکون هذه العبارة صادرة وناظرة إلیٰ إحدیٰ هذه المحتملات،‏‎ ‎‏مستلزم لإسناد أمر واضح الفساد إلی الإمام ‏‏علیه السلام‏‏ ، فلابدّ إمّا من الالتزام بعدم‏‎ ‎‏صدورها منه، فإنّ خالد بن الحجّاج لم یعرف، ولعلّه نقل ما فهمه من کلام الإمام‏‎ ‎‏بهذه العبارة، أو یعالجها بعلاج آخر.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 120

  • )) المکاسب : 86 / سطر 17 .
  • )) المکاسب : 86 / سطر 27 .