الخاتمة فی الاجتهاد والتقلید

الجهة الثانیة ‏: فیمن یجوز له العمل بفتوی نفسه

الجهة الثانیة  : فیمن یجوز له العمل بفتوی نفسه

‏ ‏

‏وأمّا الموضوع لجواز أن یعمل الإنسان برأی نفسه فهو حصول رأی صحیح‏‎ ‎‏له من الرجوع إلی مدارک الحکم ومظانّه‏‏  ‏‏، ویتوقّف هذا علی الإحاطة بالعلوم‏‎ ‎‏العربیة وبالقواعد الاُصولیة المبتنی علیها الاستنباط‏‏  ‏‏، حیث إنّ بعض قواعدها‏‎ ‎‏ممّا لا مناص منها ویجب علی الأخباری أیضاً تحصیلها‏‏  ‏‏، کمباحث الظواهر‏‎ ‎‏وصغریاتها وأصل حجّیتها وحجّیة سائر الحجج ومفاد أدلّتها ومقدار دلالتها‏‎ ‎‏وإفرادها بکتاب مستقلّ لیس من المحرّمات‏‏  .‏

‏والظاهر أنّ ما ألجأ الأخباری‏‎[1]‎‏ إلی مخالفة الاُصولیـین هو أ نّهم رأوا أنّ‏‎ ‎‏بعض مشایخنا الاُصولیـین کان فی مقام الاستدلال علی الأحکام الفقهیة یعقبون‏‎ ‎‏أدلّتها الشرعیة باستحسانات وقیاسات ونحوها من حجج المخالفین لا للاعتماد،‏‎ ‎


کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 421
‏بل لإبراز مقام العلمیة حتّی لا یطعن العامّة علی الخاصّة بکونهم مقلّدین وأ نّهم‏‎ ‎‏یذکرون فی مقام الفتوی عبائر متقدّمیهم من غیر تصرّف‏‏  ‏‏، فتوهّم الأخباریون‏‎ ‎‏أ نّهم ذکروا ذلک للاعتماد‏‏  ،‏‎[2]‎‏ وتخیّلوا أنّ اُصولهم ومدارکهم تباین مدارک‏‎ ‎‏الأخباریین‏‏  ،‏‎[3]‎‏ فتدبّر وتتبّع حتّی تجد أنّ نزاع الاُصولی والأخباری لفظی‏‏  ‏‏، إذ‏‎ ‎‏أغلب مباحث الاُصول ممّا یحتاج إلی تنقیحها الأخباری أیضاً‏‏  .‏

‏غایة الأمر‏‏  ‏‏: أ نّهم ترکوا البحث عنها لوضوحها أو بحثوا عنها فی مقدّمات‏‎ ‎‏کتبهم الفقهیة وفی خلال المسائل الفقهیة‏‏  ‏‏. ولا یخفی‏‏  ‏‏: أنّ کثیراً من المسائل‏‎ ‎‏الاُصولیة أیضاً مسائل زائدة لا ترتبط بالفقه‏‏  ‏‏، بل التوغّل فیها یضرّ بالذوق‏‎ ‎‏الفقهی أشدّ من ضرر الفلسفة‏‏  ‏‏، ولکنّه مع ذلک لا وجه لحرمة الاشتغال بهذه‏‎ ‎‏المسائل‏‏  .‏

‏ویشترط فی الاستنباط أیضاً الاطّلاع علی الرجال وأقوال الفقهاء من‏‎ ‎‏الفریقین ومقدار من تأریخ الإسلام ونحو ذلک‏‏  .‏

 

کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 422

  • - کالمولی محمّد أمین الإسترآبادی .
  • - الفوائد المدنیة : 75 ـ 77 .
  • - الفوائد المدنیة : 61 .