سورة الفاتحة

المسألة الثانیة : عن جواز إظهار الهمزة فی القراءة، وعن إظهار اللامین فی کلمة «اللّٰه»، وعن حذف الألف الآخر من «اللّٰه»

المسألة الثانیة

‏ ‏

عن جواز إظهار الهمزة فی القراءة، وعن إظهار

‏ ‏

‏اللامین فی کلمة «اللّٰه»، وعن حذف الألف الآخر من «اللّٰه»‏

‏ ‏

‏أمّا جواز إظهار الـهمزة فیقرأ: ‏بِإِسْمِ اللّٰهِ الرَّحمٰنِ الرَّحِیمِ‏، فهو حسب‏‎ ‎‏الـقواعد جائز؛ لأنّ همزة الـوصل لا یجب حذفها فی الـقراءة، کما لا تحذف‏‎ ‎‏فی الـکتابـة.‏

ولو قیل:‏ یلزم الـوقف علی الـحرکـة، وهی حرکـة الـباء، وهو غیر‏‎ ‎‏جائز، مثلاً: فی قولـه: ‏‏«‏وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ‏»‏‏ یجوز وصل الـنون وضمّها بحذف‏‎ ‎‏همزة «إهْدنا» فی الـقراءة، ولکن لا یجوز إظهار ضمّ الـنون مع إظهار الـهمزة،‏‎ ‎‏فهنا لا یجوز ذلک؛ لأنّ إظهار حرکـة الـباء کالـوقف علی الـحرکـة، ومعـه لا‏‎ ‎‏یصحّ إظهار الـهمزة.‏

قلنا: أوّلاً‏ ـ حسب ما تقرّر منّا ـ إنّـه یجوز الـوقف علی الـحرکـة، ولا‏‎ ‎‏ینبغی الـخلط بین الـمسائل الـتجویدیّـة والـمسائل الـشرعیّـة، فإنّ الـواجب‏‎ ‎‏قراءة الـکتاب علی الـوجـه الـصحیح عند الـعرب، ولا تجب مراعاة‏‎ ‎‏الـکمالات والـمحسّنات الـمقرّرة فی علم الـتجوید، فإنّـه ربّما یورث‏‎ ‎‏الـملال، بل والـخلل فی الـقراءة؛ للخروج عمّا تعارف بینهم.‏

‏وربّما یظهر عن بعض الأعلام أنّ حدیث علم الـتجوید من الاختراعات‏‎ ‎‏الـمتأخّرة، عن طائفـة خاصّـة کانوا یطلبون بـه الـمعاش، وهی فی الـحقیقـة‏‎ ‎‏دکّـة اُسِّست علی الـباطل والـعاطل، ولا واقعیّـة لـه. واللّٰه الـعالـم.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. ۱)صفحه 114
وثانیاً:‏ لیس هذا من الـوقف علی الـحرکـة، فإنّ الـباء علیٰ أیّ تقدیر‏‎ ‎‏یقرأ مکسوراً، بخلاف الـنون من ‏‏«‏إِیّاکَ نَسْتَعِینُ‏»‏‏، فلا ینبغی الـشبهـة من هذه‏‎ ‎‏الـجهـة، فهو کإظهار کسرة الـنون من قولـه: ‏‏«‏مَالِکِ یَوْمِ الدِّینِ‏»‏‏ وإظهار‏‎ ‎‏همزة ‏‏«‏إِیَّاکَ نَعْبُدُ‏»‏‏.‏

‏ولکن من الـممکن دعویٰ ممنوعیّـة إظهارها هنا لوجهین:‏

أحدهما: ‏أنّ هذا الـنحو من الـقراءة، وهذه الکیفیّـة قد بلغت إلینا، وجواز‏‎ ‎‏الـتعدّی عنـه مع اتّفاق الـقرّاء مشکل، ولا سیّما فی الـصلاة، ولأجل مثل هذه‏‎ ‎‏الـسیرة قیل بعدم جواز قراءة «مَلِک» فی ‏‏«‏مَالِکِ یَوْمِ الدِّیْنِ‏»‏‏ فی الـصلاة.‏

ثانیهما:‏ أنّ حذف الـهمزة فی الـکتابـة، دلیل علی وجوب حذفها فی‏‎ ‎‏الـقراءة، وإلاّ یلزم الـزیادة فی الـقرآن، وهو غیر جائز، ففی خصوص ذلک لا‏‎ ‎‏یجوز الإظهار، بخلاف غیره فی سائر الـموارد، فإنّـه هناک یجوز الإظهار؛‏‎ ‎‏لجواز الـتوافق بین الـقراءة والـکتابـة، نعم من یعتقد أنّها لیست من الـقرآن‏‎ ‎‏یُرخّص لـه الإظهار.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. ۱)صفحه 115