تعارض الأدلّة والأمارات

تذنیب ‏

تذنیب  :

‏ ‏

‏قد عرفت فی الصورة الاُولی أنّ التعارض بین الخاصّین‏‏  ‏‏، لا بین العامّ‏‎ ‎‏ومجموعهما‏‏  .‏


کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 342
فنقول‏  ‏‏إنّ ذلک إذا کان عدم جواز التخصیص بهما مستنداً إلی استهجان‏‎ ‎‏التخصیص أو صیرورة العامّ بلا مورد‏‏  ‏‏، وأمّا إذا کان مستنداً إلی العلم بملازمة‏‎ ‎‏الخاصّین مع ذلک فالتعارض یکون بین العامّ وبین کلّ منهما‏‏  ‏‏، إذ مرجع قوله‏‏  ‏‏:‏‎ ‎‏«أکرم العلماء ولاتکرم العدول منهم» و«لا تکرم الفسّاق منهم» بعد العلم‏‎ ‎‏بملازمة العدول والفسّاق حکماً إلی قوله‏‏  ‏‏: «أکرم العلماء» و«لا تکرم العلماء ولا‏‎ ‎‏تکرم العلماء» ولو فرض اختلاف الخاصّین فی الحکم واختلاف کلّ منهما مع‏‎ ‎‏العامّ وعلم بتلازم الخاصّین وقع التعارض بین الجمیع‏‏  ‏‏، کما إذا قال‏‏  ‏‏: «یجب إکرام‏‎ ‎‏العلماء ویحرم إکرام الفسّاق» و«یستحبّ إکرام العدول منهم» وعلم بتلازم‏‎ ‎‏العدول والفسّاق حکماً فیقع التعارض بین العامّ وبین کلّ منهما وکذلک یقع‏‎ ‎‏التعارض بین الخاصّین‏‏  .‏

‏ثمّ هذا کلّه فیما إذا کان الخاصّان کلاهما لفظیـین‏‏  ‏‏، ولو کان أحدهما لبّیاً فإن‏‎ ‎‏کان کالمتّصل بحیث لا ینعقد معه ظهور للعامّ کان حکمه حکم المخصّص‏‎ ‎‏اللفظی المتّصل فینقلب النسبة بین العامّ بعد تخصیصه به وبین المخصّص الآخر‏‎ ‎‏إلی العموم من وجه‏‏  ‏‏، بل لیس هذا انقلاباً فی الحقیقة فإنّ النسبة تلاحظ بین‏‎ ‎‏الظهورین‏‏  ‏‏، والعامّ المتّصل بالمخصّص لا ینعقد له ظهور فی العموم حتّی ینقلب‏‎ ‎‏وإن لم یکن المخصّص اللبّی بحکم المتّصل‏‏  ‏‏، فکان شیخنا الحائری ‏‏قدس سره‏‏ یقول فیه‏‎ ‎‏بانقلاب النسبة أیضاً بعد تخصیص العامّ باللبّی‏‏  .‏

‏بتقریب‏‏  ‏‏: أنّ اعتبار الاُصول اللفظیة معلّق علی عدم القطع بخلافها فیکون‏‎ ‎‏العامّ من أوّل الأمر قاصراً بالنسبة إلی مورد اللبّی وهذا بخلاف اللفظی‏‏  ‏‏، فإنّه‏‎ ‎


کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 343
‏من قبیل الرافع للحجّة‏‏  .‏‎[1]‎

‏وفیه‏‏  ‏‏: أنّ القطع الحاصل بعد انعقاد الظهور یرفع الحجّیة من حین حصوله‏‎ ‎‏کاللفظی وقوله‏‏  ‏‏: إنّ الأصل اللفظی معلّق علی عدم القطع بخلافه‏‏  ‏‏، إن اُرید به‏‎ ‎‏عدم حجّیته قبل القطع فممنوع‏‏  ‏‏؛ وإن اُرید به أنّ القطع بالخلاف یکشف عن‏‎ ‎‏عدم الإرادة الجدّیة من أوّل الأمر بالنسبة إلی مورد الخاصّ فهو وإن کان‏‎ ‎‏مسلماً ولکنّه أمر مشترک بین اللبّی واللفظی‏‏  ‏‏، وبالجملة فالانقلاب لا وجه له‏‎ ‎‏حینئذٍ‏‏  .‏

 

کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 344

  • - راجع : التعادل والترجیح ، الإمام الخمینی قدس سره : 95 ؛ معتمد الاُصول 2 : 366 ؛ تنقیح الاُصول 4 : 505 .