المقصد الثانی الواجبات فی الصلاة

حمل الروایات علی مبطلیة مراءاة الناس لا أخذ الاُجرة

حمل الروایات علیٰ مبطلیة مراءاة الناس لا أخذ الاُجرة

‏ ‏

إن قیل:‏ فی روایات الـحجّ؛ أنّ ثواب الأجیر أضعاف ثواب‏‎ ‎‏الـمستأجر والـمنوب عنـه‏‎[1]‎‏، ومقتضیٰ هذه الأخبار عدم مقبولیّـة الـعمل غیر‏‎ ‎‏الـخالص، فیعلم أنّ تلک الأخبار ناظرة إلـیٰ بیان شرطیّـة الـخلوص من‏‎ ‎‏الـریاء، وهو الـعبادة لإراءة الـناس، دون الـعبادة لأخذ الاُجرة؛ فإنّ الـظاهر‏‎ ‎‏من قولـه: ‏«فمـن عمـل لی ولـغیری»‎[2]‎‏ أنّ الـغیر هو الـناس، لا الـجهات‏‎ ‎‏الاُخر، کأخذ الاُجرة.‏

‏بل هذا صریح روایات کثیرة مضت طائفـة منها، الـمشتملـة علی أنّ‏‎ ‎‏الـعامل للـناس یحال علیهم، ولایثاب من قبل اللّٰـه تعالیٰ‏‎[3]‎‏.‏

‏فالجمع بین هذه الـشتات یقتضی أن یقال: بأنّ الإخلاص شرط؛ بمعنیٰ‏‎ ‎‏عدم شرکـة الـناس فی الـعمل، لا بمعنیٰ عدم شرکـة الـجهات الـدنیویّـة، بل‏‎ ‎‏بعض الأصحاب قال بصحّـة الـعبادة؛ لبسط الـرزق والاُمور الـدنیویّـة‏‎ ‎‏الـحاصلـة من تلک الـعبادة‏‎[4]‎‏ حسب الـروایات‏‎[5]‎‏، ولعلّـه الـمعروف بینهم‏‎[6]‎‏،‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الواجبات فی الصلاةصفحه 99
‏وإن خالفهم بعضهم‏‎[7]‎‏.‏

‏وممّا یؤیّد ذلک: أنّ الـجهات الـخارجـة عن وجـه اللّٰـه تعالیٰ‏‎ ‎‏والـقرب منـه - کنیل الـدرجات الـعالیات من الـجنّـة أیضاً - ممّا تصحّ معها‏‎ ‎‏الـعبادة حسب الأخبار والأحادیث‏‎[8]‎‏، الـتی ربّما یأتی بعض الـکلام فیها فی‏‎ ‎‏الـمقام الآتی‏‎[9]‎‏.‏

‏بل الـعبادة للّٰـه وللملائکـة - بمعنیٰ عدم الـخلوص من تلک الـجهـة -‏‎ ‎‏ربّما تکون عندهم صحیحـة؛ بأن یعبد اللّٰـه تعالیٰ لأن یعدّه الـملائکـة من‏‎ ‎‏الـمقرّبین، ویحمدوه علیها، وکلّ ذلک لأجل أنّ هذه الـروایات ناظرة إلـی‏‎ ‎‏الـجهـة الـخاصّـة؛ وهی الـخلوص من الاُمور الـراجعـة إلـی الـناس فقط.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الواجبات فی الصلاةصفحه 100

  • )) وسائل الشیعة 11: 163، کتاب الحجّ، أبواب النیابة فی الحجّ، الباب 1.
  • )) تقدّم فی الصفحة 97، الهامش 2.
  • )) تقدّم فی الصفحة 86، الهامش1، وفی الصفحة 88، الهامش4، وسائل الشیعة 1: 64 - 73، کتاب الطهارة، أبواب مقدّمة العبادات، الباب11 و 12، وسائل الشیعة 11: 109، کتاب الحجّ، أبواب وجوب الحجّ وشرائطه، الباب 40.
  • )) مشارق الشموس: 89 / السطر 14.
  • )) وسائل الشیعة 8: 116 - 139، کتاب الصلاة، أبواب بقیّة الصلوات المندوبة، الباب 15 و 18 و 19 و 22 و 23 و 24 و 25 و 26 و 30 و 31.
  • )) القواعد والفوائد 1: 77، الحدائق الناضرة 2: 177 - 180، ریاض المسائل 1: 219 - 220، مستند الشیعة 2: 48 - 52.
  • )) المسائل المهنّائیة: 89.
  • )) وسائل الشیعة 1: 62، کتاب الطهارة، أبواب مقدّمة العبادات، الباب 9.
  • )) یأتی فی الصفحة 110، الهامش 1.