المقصد الثانی الواجبات فی الصلاة

المقام الرابع حول بیان نیّة الأداء والقضاء

المقام الرابع حول بیان نیّة الأداء والقضاء

‏ ‏

‏فالمعروف بینهم عدم اعتبارهما شرعاً‏‎[1]‎‏، ولأجل ذلک لو تخیّل بقاء‏‎ ‎‏الـوقت فأتیٰ أداءً، ثمّ تبیّن خروجـه، تصحّ صلاتـه، وهکذا فی الـفروع‏‎ ‎‏الـمشابهـة؛ وذلک لأنّ الأدلّـة قاصرة عن إثبات الـشرطیّـة، ولیس الأداء‏‎ ‎‏بعنوانـه مورد الأمر، والـقضاءُ أمر ینتزع من وقوع الـطبیعـة خارج الـوقت.‏

‏نعم، لو اشتغلت ذمّتـه بالأدائیّـة والـقضائیّـة، فالمشهور بینهم لزوم قصد‏‎ ‎‏الأداء والـقضاء‏‎[2]‎‏؛ لعدم إمکان الـمأمور بـه إلاّ بالتمییز والـقصد.‏


کتابتحریرات فی الفقه: الواجبات فی الصلاةصفحه 47
‏والـذی یتوجّـه إلـی الـمسألـة: هو أنّ الأمر الـمتعلّق بطبیعـة‏‎ ‎‏مخصوصـة، لایدعو إلاّ إلـیها، ولو تعلّق الأمر ثانیاً بها مع تلک الـخصوصیّـة،‏‎ ‎‏لیس إلاّ تأکید الأوّل؛ ضرورة امتناع الـتأسیس مع وحدة الـمتعلّق، علیٰ ما‏‎ ‎‏تقرّر فی الاُصول‏‎[3]‎‏، فلو کان بعد الـوقت أمر متعلّق بالمغرب الأدائیّ، وأمر‏‎ ‎‏متعلّق بالمغرب الـقضائیّ، مع عدم ورود قیدی «الأداء» و «الـقضاء» فی‏‎ ‎‏الـمتعلّق، یلزم الامتناع الـمشار إلـیـه.‏

‏ولایعقل دخالـة الـعقل فی متعلّق الأوامر الـشرعیّـة، إلاّ بما یرجع‏‎ ‎‏إلـی الامتثال وکیفیّتـه، وأمّا لزوم الإتیان بها بعنوان کذا وکذا، فهو خارجٌ عن‏‎ ‎‏حدود مدارک الـعقل والـنظر، فما هو الـمأمور بـه إمّا معنون بعنوان «الأداء»‏‎ ‎‏فعلیـه نیّتـه، وإلاّ فلا، وهکذا فی جانب الـقضاء وسائر الاُمور الاُخر.‏

‏وأمّا اشتراط نیّـة الأداء فی هذه الـصورة دون تلک - للـحاجـة إلـی‏‎ ‎‏الـتمییز - فهو ممنوع؛ لأنّـه لابدّ وأن تتمیّز الـمتعلّقات بأنفسها، لابتمیّز‏‎ ‎‏الـمکلّف، ولو لم یکن تمییز بینها ثبوتاً، فلایتعدّد الأمر والـمتعلّق؛ بداهـة‏‎ ‎‏امتناع تعلّق الإرادتین والـحبّین بطبیعـة واحدة، علیٰ نعت الاستقلال‏‎ ‎‏والـتأسیس، فلاینبغی الـخلط والـغفلـة.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الواجبات فی الصلاةصفحه 48

  • )) هذا هو المعروف بین المتأخّرین، لاحظ جواهر الکلام 9: 154 و 164، الصلاة، الشیخ الأنصاری 1: 270، العروة الوثقیٰ 1: 615، کتاب الصلاة، فصل فی النیّة، المسألة 2، تحریر الوسیلة 1: 157، المسألة 6.
  • )) الحدائق الناضرة 2: 183. جواهر الکلام 9: 156، الصلاة، الشیخ الأنصاری 1: 270. العروة الوثقی 1: 615، کتاب الصلاة، فصل فی النیّة، المسألة 2. تحریر الوسیلة 1: 157، المسألة 6.
  • )) تحریرات فی الاُصول 2: 257.