سورة البقرة

المسألة السابعة : حول کلمة «الرزق»

المسألة السابعة

‏ ‏

حول کلمة «الرزق»

‏ ‏

‏رزقـه اللّٰه رزقاً: أوصل إلـیـه رزقاً. الـرزق: مایُنتفع بـه، وما یخرج‏‎ ‎‏للجندی رأس کلّ شهر‏‎[1]‎‏.‏

‏وفی «الأقرب» : الـرزق: الـمطر، وفی الـقرآن: ‏‏«‏مَا أَنْزَلَ اللّٰهُ مِنَ‎ ‎السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْیَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا‏»‏‎[2]‎‏ جمعـه أرزاق‏‎[3]‎‏ . انتهی.‏

‏وفی «مفردات الـراغب»: الـرزق: یقال لـلعطاء الـجاری تارة ـ دنیویّاً‏‎ ‎‏کان أو اُخرویّاً ـ وللنصیب تارة، ولما یصل إلـیٰ الـجوف ویتغذّیٰ بـه تارة،‏‎ ‎‏یقال: رُزِقتُ علماً‏‎[4]‎‏. انتهیٰ.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 411
‏وعن ابن الـسِّکّیت: أنّ الـرزق بلغـة «أزد» الـشکر، ومنـه قولـه تعالیٰ:‏‎ ‎‏«‏وَتَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ‏»‏‎[5]‎‏.‏

والذی یظهر للمتتبّع:‏ أنّ الـکلّ بمعنیً واحد، وهو الـمعنیٰ الأعمّ لـما‏‎ ‎‏یتبادر منـه من الاُمور الـمادیّـة دنیویّةً کانت أو اُخرویّة، بل لـه الـعرض‏‎ ‎‏الـعریض، فیشمل الـجاه والـمال والـولد والـعلم وسائر الأشیاء؛ حتّیٰ یمکن‏‎ ‎‏أن یقال: هو تعالیٰ رازق ورزّاق، واُرید بـه أنّـه یُعطی الـوجود ، ولو کان أخصّ‏‎ ‎‏من هذه الـجهـة، ولکنّـه لا شبهـة فی أعمّیّتـه من جهات اُخر، کإعطائـه‏‎ ‎‏الـمال والـجاه والـعلم والأولاد، وغیر ذلک من الـکمالات الـحقیقیّـة‏‎ ‎‏والـوهمیّـة.‏

‏ومن تلک الـجهات: أنّـه أعمّ من کونـه رزقاً حسناً وطیّباً أو غیر حسن،‏‎ ‎‏فإنّـه أیضاً رزق، کما یستظهر من الآیـة الـکریمـة ‏‏«‏کُلُوا مِنْ طَیِّبَاتِ‎ ‎مَارَزَقْنَاکُمْ‏»‏‎[6]‎‏.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ الـمستفاد من الـلغـة أنّ کلّ شیء یُنتفع بـه، فهو من‏‎ ‎‏الـرزق، ولکن الـمتبادر منـه خلافـه؛ لأنّ الـرزق ما هُیِّئ لأن یَنتفع بـه‏‎ ‎‏الـمرتزق، وإلاّ فمجرّد الانتفاع بـه لایورث کونـه رزقاً، فإذا ثبت أنّ الأشیاء‏‎ ‎‏کلّها خلقت لأجل بنی آدم فهی کلّها رزق من الـسماء وإلاّ فلا، فتأمّل جیّداً.‏

‏ومن الـعجیب أنّ أبا حیّان توهّم معانیَ کثیرة لـهیئـة «فَعَلَ»، خالطاً بین‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 412
‏معانی الـمادّة وتلک الـهیئـة‏‎[7]‎‏، وهذا من هؤلاء الـقشریّـین لـیس بعجیب؛‏‎ ‎‏لوقوعهم فی أمثال هذه الـمعارک کثیراً.‏

‏ ‏

‏ ‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 413

  • )) أقرب الموارد 1 : 402 .
  • )) الجاثیة (45) : 4 .
  • )) أقرب الموارد 1 : 402 .
  • )) المفردات فی غریب القرآن : 194 .
  • )) الواقعة (56) : 81 .
  • )) البقرة (2) : 57 .
  • )) اُنظر البحر المحیط 1 : 39 .