المسألة السابعة
حول کلمة «الرزق»
رزقـه اللّٰه رزقاً: أوصل إلـیـه رزقاً. الـرزق: مایُنتفع بـه، وما یخرج للجندی رأس کلّ شهر.
وفی «الأقرب» : الـرزق: الـمطر، وفی الـقرآن: «مَا أَنْزَلَ اللّٰهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْیَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا» جمعـه أرزاق . انتهی.
وفی «مفردات الـراغب»: الـرزق: یقال لـلعطاء الـجاری تارة ـ دنیویّاً کان أو اُخرویّاً ـ وللنصیب تارة، ولما یصل إلـیٰ الـجوف ویتغذّیٰ بـه تارة، یقال: رُزِقتُ علماً. انتهیٰ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 411
وعن ابن الـسِّکّیت: أنّ الـرزق بلغـة «أزد» الـشکر، ومنـه قولـه تعالیٰ: «وَتَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ».
والذی یظهر للمتتبّع: أنّ الـکلّ بمعنیً واحد، وهو الـمعنیٰ الأعمّ لـما یتبادر منـه من الاُمور الـمادیّـة دنیویّةً کانت أو اُخرویّة، بل لـه الـعرض الـعریض، فیشمل الـجاه والـمال والـولد والـعلم وسائر الأشیاء؛ حتّیٰ یمکن أن یقال: هو تعالیٰ رازق ورزّاق، واُرید بـه أنّـه یُعطی الـوجود ، ولو کان أخصّ من هذه الـجهـة، ولکنّـه لا شبهـة فی أعمّیّتـه من جهات اُخر، کإعطائـه الـمال والـجاه والـعلم والأولاد، وغیر ذلک من الـکمالات الـحقیقیّـة والـوهمیّـة.
ومن تلک الـجهات: أنّـه أعمّ من کونـه رزقاً حسناً وطیّباً أو غیر حسن، فإنّـه أیضاً رزق، کما یستظهر من الآیـة الـکریمـة «کُلُوا مِنْ طَیِّبَاتِ مَارَزَقْنَاکُمْ».
وغیر خفیّ: أنّ الـمستفاد من الـلغـة أنّ کلّ شیء یُنتفع بـه، فهو من الـرزق، ولکن الـمتبادر منـه خلافـه؛ لأنّ الـرزق ما هُیِّئ لأن یَنتفع بـه الـمرتزق، وإلاّ فمجرّد الانتفاع بـه لایورث کونـه رزقاً، فإذا ثبت أنّ الأشیاء کلّها خلقت لأجل بنی آدم فهی کلّها رزق من الـسماء وإلاّ فلا، فتأمّل جیّداً.
ومن الـعجیب أنّ أبا حیّان توهّم معانیَ کثیرة لـهیئـة «فَعَلَ»، خالطاً بین
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 412
معانی الـمادّة وتلک الـهیئـة، وهذا من هؤلاء الـقشریّـین لـیس بعجیب؛ لوقوعهم فی أمثال هذه الـمعارک کثیراً.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 413