سورة البقرة

المسألة الخامسة : حول کلمة «مستهزئون»

المسألة الخامسة

‏ ‏

حـول کلمة «مستهزئون»

‏ ‏

‏هزأ بـه ومنـه وهَزِئ یهزَأ هُزُواً: سَخِر منـه، واستهزأ استهزاءً؛ بمعنیٰ‏‎ ‎‏هزأ‏‎[1]‎‏. انتهیٰ. ومنـه یستسخرون بمعنیٰ یسخرون وقرّ واستقرّ، وعلا واستعلیٰ،‏‎ ‎‏وعجب واستعجب، فإنّـه قد صرّح أهل الـصرف فی معانی باب الاستفعال: أنّها‏‎ ‎‏قد تجیء بمعنیٰ فَعَلَ، إلاّ أنّـه قلیل جدّاً، ولیس بقیاس. هذا بحسب الـهیئـة.‏

‏وأمّا الـمادّة فربّما یقال: هی الاستخفاف والاستحقار والاستهانـة‏‎ ‎‏والـتنبـیـه علیٰ الـعیوب والـنقائص علیٰ وجـه یُضحک منـه‏‎[2]‎‏. انتهیٰ.‏

‏وفیـه ما ولا یخفیٰ من عدم لـزوم کون الـطرف مورد الـنقص والـعیب.‏

‏وقیل: أصلـه الانتقام، ولا یخفیٰ ضعفـه.‏

‏ولا یعتبر فیـه کونـه بالـلفظ، بل ربما یحصل بالـفعل والإشارة، وهذا‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 491
‏یشهد علیٰ أنّ أصل الـمادّة، هی الـملاعبـة الـخاصّـة والـمجاملـة علیٰ وجـه‏‎ ‎‏الـخفاء أحیاناً، أو الـعلانیـة کثیراً.‏

وبعبارة اُخریٰ:‏ الـمعاملـة بممازحـة من غیر جدّ وواقعیّـة.‏

‏وأمّا أصحاب الـتفسیر فکثیراً ما یراعون فی توضیح الـمعانی الـلغویـة‏‎ ‎‏جانب معتقداتهم، وصحّـة إطلاقها علیٰ الله تعالـیٰ وعدمها، وهذا من الـتمشیـة‏‎ ‎‏الـباطلـة قطعاً، ویوجب الـتعمیـة والـضلالـة.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 492

  • )) أقرب الموارد 2 : 1387 .
  • )) روح المعانی 1 : 158 .