سورة البقرة

تنبیه

تنبـیـه

‏ ‏

‏فی قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ‏»‏‏ سؤال متوجّـه الـیٰ‏‎ ‎‏الـضمیرین: فإنّ الـضمیر الأوّل مفاده معلوم، والـضمیر الـثانی لـیس مفاده‏‎ ‎‏عین الأوّل؛ لـما فیـه من الـشناعـة والاشمئزاز، بل مفاد الآیـة هکذا: ألا فهم‏‎ ‎‏أنفسهم الـسفهاء، وهم ذواتهم الـسفهاء، فهل هناک حذف مضاف، أم یکون‏‎ ‎‏الـضمیر الـثانی ذا وضع آخر؟‏

وبالجملة:‏ اختلفوا فی الاُصول فی حقیقـة الـضمائر، وأنّها هل هی معانٍ‏‎ ‎‏اسمیـة، أم حرفیـة؟ فالأکثر ذهبوا الـیٰ الأوّل‏‎[1]‎‏، واختار الـوالـد الـمحقّق‏‎ ‎‏ـ مدّ ظلّـه ـ حرفیّـتها مستدلاًّ: بأنّها إشارات الـیٰ الـمراجع، وکما أنّ الأسماء‏‎ ‎‏الـتی یُشار الـیها لـیست إلاّ حروفاً حقیقـة، کذلک الـضمائر‏‎[2]‎‏، وعندئذٍ یُشکل‏‎ ‎‏الأمر فی أمثال هذه الآیات.‏

‏فإنّها لـو کانت لـلإشارة الـیٰ الـمراجع لـلزم تکرار حروف الإشارة،‏‎ ‎‏وهذا فیـه نوع رکاکـة إذا لاحظناها بالـقیاس الـیٰ بعض الألسنـة الاُخریٰ،‏‎ ‎‏وإذا کانت الـضمائر أسماء لـلمراجع علیٰ خلاف الـتحقیق قطعاً، فأیضاً تحدث‏‎ ‎‏مشکلـة اُخریٰ، وهی أنّ قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ‏»‏‏یرجع الـیٰ‏‎ ‎‏هذا: ألا إنّ الـمنافقین الـمنافقون الـسفهاء، وهذا خلاف الـمقصود؛ لأنّ الـنظر‏‎ ‎‏الـیٰ أنّ کلّ منافق سفیـه. والله الـعالـم.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 471

  • )) راجع تحریرات فی الاُصول 1 : 132 .
  • )) مناهج الوصول 1 : 98 .