سورة البقرة

الفرع الثالث : حول توبة المنافقین

الفرع الثالث

‏ ‏

حـول توبة المنافقین

‏ ‏

‏اختلفوا فی قبول توبـة الـزنادقـة والـمرتدّین‏‎[1]‎‏، ومقتضیٰ إطلاق هذه‏‎ ‎‏الـکریمـة أنّ إیمانهم مقبول وإسلامهم یصونهم عن الأحکام الـمخصوصـة بهم،‏‎ ‎‏وغیر ذلک من الـفروع الـممکن تفریعها علیـه.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 466
أقول:‏ فی جمیع هذه الـتفریعات والاستنباطات مناقشـة، بل کلّها‏‎ ‎‏ممنوعـة؛ وذلک لأنّ الآیـة الـشریفـة تصدّت لـحکایـة مقالـة الـقائل‏‎ ‎‏الـمجهول هویتـه وشخصیتـه، وأنّـه هل هو الله تعالـیٰ والـرسول، أو هو‏‎ ‎‏غیرهما ممّا لا حجّیـة لأقوالـهم، ومجرّد الـحکایـة لا یوجب اعتبار مقالـتهم،‏‎ ‎‏فإذا قیل لـهم: آمنوا، لـیس إلاّ نقل حکایـة الأمر الإرشادی، وقد فرغنا عن‏‎ ‎‏تعیـین أنّ الـقائل کان منهم؛ ولو کانت الـقضیّـة فرضیـة، فلا إطلاق لـها؛ لـعدم‏‎ ‎‏کونها فی مقام بیان أزید من توغّلهم فی الـنفاق والـکفر، وانغمارهم فی الـعناد‏‎ ‎‏والـفساد، ورفضهم لـلحقّ وطردهم لـلإسلام والـرسول ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏، فلا یُستفاد من‏‎ ‎‏هذه الآیات شیء ممّا ذکر، ولأجل ذلک انحذف الـمُؤمَن بـه فی الآیـة؛ لـعدم‏‎ ‎‏الـنظر الـیـه فی الـحکایـة، والـتمسّک بالإطلاق الـمزبور کالـتمسّک بعموم‏‎ ‎‏الـحذف، فیکون الـمأمور بـه مجرّد الإیمان بأیّ شیء کان، فکما أنّ الـثانی‏‎ ‎‏باطل بالـضرورة، فالأوّل أیضاً مثلـه، فلا تخلط.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 467

  • )) راجع جواهر الکلام 6 : 293 ـ 298 و41: 605 ـ 609 .