المقصد الثالث فی الخلل

المبحث السادس : فیما لو التفت إلی النجاسة فی الأثناء

المبحث السادس : فیما لو التفت إلی النجاسة فی الأثناء

‏ ‏

‏فمقتضیٰ إطلاق الأدلّـة هو الـبطلان بالـنسبـة إلـی الالتفات إلـی‏‎ ‎‏الـحکم، لبطلان ما مضیٰ حسب ما تحرّر‏‎[1]‎‏، وهو أیضاً قضیّـة الأدلّـة‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 211
‏الـثانویّـة، بعد قصور ما یتوهّم معارضاً لـها.‏

‏وأمّا بالـنسبـة إلـی الالتفات إلـی الـموضوع، فربّما یقال بإمکان‏‎ ‎‏تصحیح هذه الـصلاة فی مطلق الـصور، ولاسیّما فی ضیق الـوقت حسب‏‎ ‎‏الـقواعد؛ ضرورة أنّها إلـیٰ حین الـعلم صحیحـة حتّیٰ إذا الـتفت إلـیٰ وقوعها‏‎ ‎‏فیها من الأوّل، أو فی الأثناء، فضلاً عن صورة تقارن الـعلم بوقوعها وتنجّس‏‎ ‎‏الـثوب، أو الـشکّ فی الـقضیّـة؛ وذلک إمّا لأجل اقتضاء إطلاق عقد الـمستثنیٰ‏‎ ‎‏منـه بتوهّم کونـه مندرجاً فی عقد الـمستثنیٰ منـه.‏

وفیـه :‏ ما لا یخفیٰ، من عـدم ثبـوت الاندراج، وعدم اقتضاء الإطلاق،‏‎ ‎‏وإلاّ فهو لازم إطلاق قاعدة الـطهارة عرفاً، بناء علیٰ شمولها لـلجاهل‏‎ ‎‏الـمرکّب، فتأمّل.‏

‏وقد مرّ فساد شمول «لاتعاد» لـلعالـم الـعامد، کی یقال بانصرافها عنـه‏‎ ‎‏بالـنسبـة إلـیٰ غیر ما نحن فیـه، کما هو مقتضیٰ مبنی الـتقّی الـشیرازیّ ‏‏رحمه الله‏‏،‏‎ ‎‏فی رسالـتـه، والـسیّد الـمحقّق الـوالـد مدّ ظلّـه فی بحثـه‏‎[2]‎‏.‏

‏وإمّا لأجل إطلاق الأدلّـة فی الـمسألـة الـسابقـة أو الأولویّـة، وفساد‏‎ ‎‏الـثانی عندنا واضح، والأوّل غیر ثابت، بل هی ظاهرة فی الـفراغ.‏

‏أو لأجل أنّ مقتضی الـقواعد صحّتها إلـیٰ حال الالتفات، فإذا تمکّن من‏‎ ‎‏تتمیمها بلا فعل مناف یتعیّن علیـه.‏

وفیـه :‏ مضافاً إلـیٰ ما عرفت من عدم الإجزاء حسب الـقواعد‏‎ ‎‏الـمحرّرة عندنا، أنّـه یبتلیٰ نوعاً بما ینافی الـصورة عرفاً، ویعدّ من الـفعل‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 212
‏الـکثیر أو الـماحی عادة، مع أنّـه أخصّ من الـمدّعیٰ، فلابدّ من الـنظر إلـی‏‎ ‎‏الـجهتین فی الـمسألـة.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 213

  • )) تقدّم فی الصفحة 66 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 8 .