المقصد الثالث فی الخلل

فی الأدلّة المقتضیة لصحة الصلاة إذا أخلّ بالطهارة الخبثیّة

فی الأدلّة المقتضیة لصحة الصلاة إذا أخلّ بالطهارة الخبثیّة

‏ ‏

‏وأمّا الأدلّـة الـمقتضیـة لـصحّتها إذا أخلّ بالـطهور الـخبثی، وتکون‏‎ ‎‏حاکمـة أو مقیّدة لـما سلف، فهی إن کانت حدیث الـرفع، فهو مضافاً إلـیٰ‏‎ ‎‏محکومیّتـه لعقد الـمستثنیٰ، بمعنیٰ أنّـه یتبیّن منهما الـمزیّـة لـلخمسـة دون‏‎ ‎‏غیرها؛ أنّها علی الإطلاق ذات الـمزیّـة مع قطع الـنظر عن الأدلّـة الـخاصّـة،‏‎ ‎‏وإلاّ یلزم تقویـة الـمزیّـة والاستثناء؛ لأنّ الـبحث حول مقتضی الـقواعد، مع‏‎ ‎‏قطع الـنظر عن الأدلّـة الـخاصّـة والـروایات فلا تخلط.‏

‏ضرورة أنّـه یتقدّم علیـه «‏کلّ شیء نظیف»‎[1]‎‏ و«‏کلّ شیء حلال»‎[2]‎‏ بناء‏‎ ‎‏علیٰ أنّ الـمراد أعمّ من الـحلّیّـة الـوضعیّـة والـحکمیّـة، بعد انصراف‏‎ ‎‏«لاتعاد» عن الـعمد، أو عدم شمولها لـه ذاتاً وعقلاً، فإنّـه بحسب فقرات‏‎ ‎‏حدیث الـرفع یکون محکوم کلّ فقرة منها.‏

‏فإذا کان الأمر کذلک یلزم الـمعارضـة بالـذات بین الـعقد الـمستثنیٰ‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 197
‏والـمجموع، وبالـعرض بین الـفقرات، وحلّ الـمعارضـة تقدّم الـعقد‏‎ ‎‏الـمذکور علیها؛ لأنّ الـقاعدة حسب الـنظر الـبدوی بصدد إثبات الـمزیّـة،‏‎ ‎‏حسب الـحالات الـطارئـة لـخصوص الـخمسـة فإطلاق «‏لا صلاة إلاّ‎ ‎بطهور‏» محفوظ، وهکذا لـو کان ثابتاً لـعقد الـمستثنیٰ.‏

‏هذا مع أنّ ظاهر «رفع ما لا یعلمون» هو الـرفع عن الـجاهل الـمتلفت،‏‎ ‎‏لا الـرفع عن الـجاهل الـمرکّب غیر الـملتفت؛ فإنّـه امتنان بالـنسبـة إلـیٰ‏‎ ‎‏هذه الـطائفـة، وحیث إنّـه یمکن الـجمع بین الأحکام الـواقعیّـة والـظاهریّـة‏‎ ‎‏علیٰ أحسن ما یمکن کما تحرّر‏‎[3]‎‏، لا وجـه لـلتصرّف فی الإطلاقات‏‎ ‎‏والـقوانین الـعامّـة؛ کی یلزم الـتصرّف بالـنسبـة إلـی الـمقصّر أیضاً کما‏‎ ‎‏عرفت، مع أنّ الـسبیل واحدة وهو باطل حسب الإجماع الـمدّعیٰ وحسب‏‎ ‎‏دأب الـمقنّین الـعرفیین فی هذه الـمواقف، فإنّ فی موارد الـنسیان والـجهل‏‎ ‎‏یکون الـحکم الأوّلی محفوظاً، بل الاُولیٰ فی موارد سائر الـفقرات أیضاً‏‎ ‎‏محفوظ کما حرّرناه.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 198

  • )) عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال: «کلّ شیء نظیف حتّیٰ تعلم أنّه قذر فإذا علمت فقد قذر ومالم تعلم فلیس علیک». تهذیب الأحکام 1: 284 / 832، وسائل الشیعة 3: 467، کتاب الطهارة، أبواب النجاسات، الباب 37، الحدیث 4.
  • )) عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال: سمعته یقول: «کلّ شیء هو لک حلال حتّیٰ تعلم أنّه حرام بعینه فتدعه». الکافی 5: 313 / 39 و 40، الفقیه 3: 216 / 1002، وسائل الشیعة 17: 88 ـ 89 کتاب التجارة، أبواب ما یکتسب به، الباب 4، الحدیث 1 و 4.
  • )) لاحظ تحریرات فی الاُصول 2 : 307 ـ 309 و 328 ـ 329 و 6 : 250 ـ 252 .