المقصد الثالث فی الخلل

بقی شیء : فی تأخیر صلاة الغداة أو العصر أو العشاء آخر الوقت

بقی شیء : فی تأخیر صلاة الغداة أو العصر أو العشاء آخر الوقت

‏ ‏

‏لو أخّر صلاة الـغداة أو الـعشاء إلـیٰ آخر الـوقت، أو الـعصر إلـیٰ أن‏‎ ‎‏بقیٰ مقدار رکعـة، فلا یلزم إشکال إلاّ أنّ اختصاص الـغداة بالـنصّ‏‎[1]‎‏ دونهما،‏‎ ‎‏ودون الـظهر والـمغرب، ربّما کان لأجل عدم لـزوم إشکال، وهو إشغال وقت‏‎ ‎‏الـصلاة الاُخریٰ، وهذا یؤیّد الـخصوصیّـة، ویبعد إلـغائها، ولاسیّما لـو قلنا‏‎ ‎‏بالـوقت الاختصاصی علی الإطلاق بالـنسبـة إلـی الـشریکـة وغیرها.‏

‏ولو أغمضنا بالـنسبـة إلـی الـعصر والـعشاء، بناء علی الـوقت‏‎ ‎‏الاضطراری، وکان الـمفروض عدم إتیانـه الـعشائین، کما هو الأظهر الأشبـه،‏‎ ‎‏ولکن یشکل الأمر بالـنسبـة إلـیٰ من أخرّ الـظهرین إلـیٰ خمس رکعات، أو‏‎ ‎‏الـعشائین إلـیٰ أربع رکعات، فیمکن دعوی انصراف الأخبار عن هذه الـصورة،‏‎ ‎‏ولو قلنا بالـوقت الاختصاصی، وإلاّ فلا منع عن جریانها علیٰ جمیع الـمبانی‏‎ ‎‏فی الـوقت، بعد صراحتهم بشمولها لـلمتأخّر الـمتعمّد‏‎[2]‎‏، وأنّـه تجب علیـه‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 167
‏الـمبادرة؛ ضرورة أنّـه بإدراک رکعـة من الـصلاة الـسابقـة لا یتعذّر عن إدراک‏‎ ‎‏الـرکعـة من الـلاحقـة، ولیس فی ذلک تزاحم أوّلاً.‏

‏مع أنّـه لا منع مع کون الـتزاحم بسوء الاختیار، أو مع الاعتذار عن‏‎ ‎‏شمولها لـه، من غیر حاجـة إلـیٰ ما فی «صلاة» جَدِّ أولادی ‏‏قدس سره‏‏، من فرض‏‎ ‎‏مجموع الـصلاتین واحداً‏‎[3]‎‏، مع أنّـه غیر جائز عقلاً، ولا اعتباراً.‏

‏أمّا الأوّل فواضح؛ لـتعدّد الأمر بخلاف الـنافلـة.‏

‏وأمّا الـثانی فللزوم کفایـة إدراک رکعـة لـصحّتهما مجموعاً.‏

‏ولا إلـیٰ ما أفاده الـوالـد الـمحقّق ـ مدّ ظلّـه ـ  من حکومـة «من‏‎ ‎‏أدرک» علیٰ أخبار تفید الـشأنیّـة والاقتضائیّـة، بالـنسبـة إلـی الـوقت‏‎ ‎‏الـمضیّق‏‎[4]‎‏؛ ضرورة أنّ فی روایـة ابن فرقد: إنّ الـشریکـة فی آخر الـوقت‏‎ ‎‏توجب بطلانهما وفوتهما‏‎[5]‎‏ وروایـة «من أدرک»‏‎[6]‎‏: یتدارک الـفوت، وتکون‏‎ ‎‏الـصلاة تامّـة فإنّـه لو کان یتدارک ولا یفوت وتکون تامّـة، فیلزم جواز‏‎ ‎‏الـتأخیر الـعمدی، وأن لا یتدارک بعض الـمصلحـة، ویفوت شیء منها، وتکون‏‎ ‎‏تامّـة بالـنسبـة إلـیٰ غیر الـمتعمّد، فلا حکومـة فیشکل بالـنسبـة إلـی‏‎ ‎‏الـثانیـة؛ لـفوت بعض الـمصلحـة عمداً، وقد فات بعض الـمصلحـة من‏‎ ‎‏الاُولیٰ من غیر إمکان الـتدارک، فی صورة الـتأخیر عمداً.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّـه مع قطع الـنظر عن الانصراف الـمذکور إن قلنا‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 168
‏بالاشتراک فلا حاجـة إلـیٰ «من أدرک» إلاّ بالـنسبـة إلـی الـثانیـة، وإن قلنا‏‎ ‎‏بالاختصاص فنحتاج فی صحّـة کلّ منهما إلـیـه، وإن قلنا بالاقتضاء‏‎ ‎‏والـشأنیّـة، فلا حاجـة إلـیـه فی الاُولیٰ دون الـثانیـة.‏

اللهمّ إلاّ أن یقال:‏ أنّ «من أدرک» منصرف إلـیٰ مطلق الـوقت، فإذا کان‏‎ ‎‏الـثانی مزاحماً لـلأوّل، فبدون «من أدرک» لا یمکن تصحیح الاُولیٰ، نعم لـو‏‎ ‎‏کان الـتأخیر بمثل هذه الأعذار جائزاً، فلا حاجـة إلـیـه إلاّ فی الـثانیـة.‏

ولو قلنا:‏ بأنّ «من أدرک» ظاهر فی وقت الإجزاء، بحیث یکون لـولاه‏‎ ‎‏عملـه باطلاً، کما هـو الأقرب الأشبـه، فالـثانیـة تحتـاج إلـیٰ «من أدرک»‏‎ ‎‏وربّما تقع الاُولیٰ صحیحـة؛ لـکونها فی وقتها، ولکنّـه یعاقب علی الـتأخیر‏‎ ‎‏الـعمدی بالـنسبـة إلـی الـثانیـة، أو باطلـة لـصیرورتها مبغوضـة، علیٰ تأمّـل‏‎ ‎‏تحرّر فی محلّـه.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 169

  • )) وسائل الشیعة 4: 217، کتاب الصلاة، أبواب المواقیت، الباب 30، الحدیث 1 و 2 و3.
  • )) الصلاة، (تقریرات المحقّق الداماد) المؤمن 1: 63، الخلل فی الصلاة، الإمام الخمینی قدس سره: 109، مهذّب الأحکام 5: 91.
  • )) الصلاة، المحقّق الحائری: 18.
  • )) الخلل فی الصلاة، الإمام الخمینی قدس سره: 110.
  • )) تقدّم فی الصفحة 128 .
  • )) وسائل الشیعة 4: 218، کتاب الصلاة، أبواب المواقیت، الباب 30، الحدیث 4.