بقی فرع : فی مَن دخل فی الصلاة والتفت أنّه لا یدرک إلاّ رکعة
وهو أنّـه کما بحثنا عن مسألـة الأداء والـقضاء آخر الـوقت، بناءً علی اعتبارهما وکونهما من الـعناوین الـقصدیّـة الـلازمـة، وکان من الـمحتمل أن یدخل فی الـصلاة بقصد الأداء، ثمّ الـتفت أنّـه لا یدرک من الـصلاة إلاّ رکعـة، فتکون بقیـة الـرکعات أدائیّـة؛ لأنّهما من أوصاف الـطبیعـة، لا الأجزاء. إذا اعتقد ورأیٰ دخول الـوقت، ثمّ الـتفت بدخولـه فی الأثناء أو الـتفت بعد ذلک، فالأشبـه کفایـة الـجهالـة الـمرکّبـة بالـنسبـة إلـیٰ دخول الـوقت فی حصول قصد الأداء.
وإذا دخل الـوقت والـتفت إلـیـه فیقصد الأدائیّـة، لـترشّح قصدها بالـنسبـة إلـیٰ مقدار من الـصلاة؛ لأجل الـجهل الـمرکّب، وترشّحـه بالـنسبـة إلـی الـمقدار الـباقی، لـتوجّهـه إلـی الـصحّـة الـتی أدرک مقداراً منها وهی فی وقتها، فالـبحث عن أنّ هذه الـصلاة بین الأداء والـلاّ أداء والـلا قضاء، أو أنّها لیست أداء مطلقاً ـ فتکون الـروایـة دلیلاً علیٰ عدم اعتبارهما ـ أو تکون الـقسمـة الـخارجـة لا أداء ولا قضاء والـباقی أداء، فی غیر محلّـه، بل هی حجّـة، علیٰ أنّهما صفتا الـطبیعـة دون الأجزاء، فیکفی اتّصاف بعضها بأحد الـعنوانین.
فمن الـناحیـة الاُولیٰ ـ أی: أوّل الـوقت ـ أداء، لـوقوع مقدار منها فیـه،
کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 157
ومن الـناحیـة الـثانیـة أیضاً أداء، لـسبق صفـة الأداء علی الـطبیعـة علیٰ صفـة الـقضاء، والـصلاة الـواحدة إمّا أداء أو قضاء، وتقسیمها إلـی الـرکعات والأجزاء لـیس من تقسیم الـمأمور بـه بما هو مأمور بـه.
کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 158