المقصد الثالث فی الخلل

بقی فرع : فی مَن دخل فی الصلاة والتفت أنّه لا یدرک إلاّ رکعة

بقی فرع : فی مَن دخل فی الصلاة والتفت أنّه لا یدرک إلاّ رکعة

‏ ‏

‏وهو أنّـه کما بحثنا عن مسألـة الأداء والـقضاء آخر الـوقت، بناءً علی‏‎ ‎‏اعتبارهما وکونهما من الـعناوین الـقصدیّـة الـلازمـة، وکان من الـمحتمل أن‏‎ ‎‏یدخل فی الـصلاة بقصد الأداء، ثمّ الـتفت أنّـه لا یدرک من الـصلاة إلاّ رکعـة،‏‎ ‎‏فتکون بقیـة الـرکعات أدائیّـة؛ لأنّهما من أوصاف الـطبیعـة، لا الأجزاء. إذا‏‎ ‎‏اعتقد ورأیٰ دخول الـوقت، ثمّ الـتفت بدخولـه فی الأثناء أو الـتفت بعد ذلک،‏‎ ‎‏فالأشبـه کفایـة الـجهالـة الـمرکّبـة بالـنسبـة إلـیٰ دخول الـوقت فی‏‎ ‎‏حصول قصد الأداء.‏

‏وإذا دخل الـوقت والـتفت إلـیـه فیقصد الأدائیّـة، لـترشّح قصدها‏‎ ‎‏بالـنسبـة إلـیٰ مقدار من الـصلاة؛ لأجل الـجهل الـمرکّب، وترشّحـه‏‎ ‎‏بالـنسبـة إلـی الـمقدار الـباقی، لـتوجّهـه إلـی الـصحّـة الـتی أدرک مقداراً‏‎ ‎‏منها وهی فی وقتها، فالـبحث عن أنّ هذه الـصلاة بین الأداء والـلاّ أداء‏‎ ‎‏والـلا قضاء، أو أنّها لیست أداء مطلقاً ـ فتکون الـروایـة دلیلاً علیٰ عدم‏‎ ‎‏اعتبارهما ـ أو تکون الـقسمـة الـخارجـة لا أداء ولا قضاء والـباقی أداء، فی‏‎ ‎‏غیر محلّـه، بل هی حجّـة، علیٰ أنّهما صفتا الـطبیعـة دون الأجزاء، فیکفی‏‎ ‎‏اتّصاف بعضها بأحد الـعنوانین.‏

‏فمن الـناحیـة الاُولیٰ ـ أی: أوّل الـوقت ـ أداء، لـوقوع مقدار منها فیـه،‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 157
‏ومن الـناحیـة الـثانیـة أیضاً أداء، لـسبق صفـة الأداء علی الـطبیعـة علیٰ‏‎ ‎‏صفـة الـقضاء، والـصلاة الـواحدة إمّا أداء أو قضاء، وتقسیمها إلـی الـرکعات‏‎ ‎‏والأجزاء لـیس من تقسیم الـمأمور بـه بما هو مأمور بـه.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 158