الوقت ظرف للواجب ولیس مقوّماً له
بقی شیء: تفصیلـه فی الأوقات، وهو أمر غیر مهمّ هنا، وهو: إنّ الـوقت ولو کان مثل سائر الاُمور قیداً، وإنّ الاُمور الاعتباریّـة لا تقبل الـقضایا الـحینیّـة؛ ضرورة دخالـة الـوقت فی الـملاک، وإلاّ فلا وقت لـلواجب، إلاّ أنّ مقایسـة الـعرف أمثال هذه الـمسألـة بمسائلـه، توجب فهم الـقضیّـة الـحینیّـة الاعتباریّـة، غیر الـجائز تأخیر الـواجب عنـه.
وبعبارة اُخریٰ: لـیست الـقضیّـة الـمتشکّلـة متقیّدة، بل الأوقات ظروف الـواجبات، إلاّ أنّـه لا یجوز الـتأخیر عن تلک الأحیان والـظروف، وأمّا الـطبیعـة فهی بعد تلک الـظروف باقیـة علیٰ لـزومها؛ لأنّ الـوقت لـیس من مشخّصات الأمر، ومقوّمات الـطلب الـمتعلّق بنفس الـطبیعـة.
فإذا تبیّن لـه أنّ الـطبیعـة باطلـة، لأجل الاستدبار أو تبیّن أنّـه لـم یأت بها حقیقـة أو ادّعاءً؛ لـقولـه علیه السلام: «لا صلاة إلاّ إلی القبلة»، فلا حاجـة إلـی الأمر الآخر الـمتعلّق بعنوان الـقضاء، أو الـکاشف لـتعدّد الـمطلوب، أو بقاء الأمر الأوّل الـمتعلّق بالطبیعـة، الـفانی فیها الـتقیّد بالوقت؛ فإنّـه لا یوجب تعدّد الـطبیعـة، ولا یضرّ بوحدتها.
وإطلاق الـفقهاء الإعادة علی الـفرد الـثانی فی الـوقت، والاستئناف
کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 136
علی الـعود من الأثناء، والـقضاء علی الـفرد الـخارج تفنّن فی الـتعبیر، وإلاّ فالأداء والـقضاء لـیسا من الـعناوین الـقصدّیـة الـشرعیّـة، بخلاف الـظهریّـة والـعصریّـة، بل هما من قبیل الـصلاة کاسیاً والـصلاة عاریاً، أو مع الـطهور و بلا طهور، وهکذا.
نعم، لا منع من قیام الـدلیل علیٰ عدم الـوجوب، وانتفاء الأمر، کما فیما نحن فیـه، بالنسبـة إلـی الالتفات إلـی الاستدبار خارج الـوقت، فی خصوص الـمجتهد الـمخطئ، أو الأعمّ منـه ومن سائر ذوی الأعذار.
کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 137