سورة البقرة

إیقاظ وإرشاد

إیقاظ وإرشاد

‏ ‏

‏اعلم: أنّ استقصاء الاحتمالات والـوجوه غیر ممکن؛ لأنّ الـکلام إذا لـم‏‎ ‎‏یکن علیٰ مبنیٰ الـعقل أو الـنقل، لا ینتهی إلـیٰ حدّ ولا ینقطع، وأنت إذا تأمّلت‏‎ ‎‏فی هذه الآراء والأقوال الـتی لا نور لـها ولا مستند ولا سند، تجد إمکان تکثیر‏‎ ‎‏الـوجوه إلـیٰ مالا یُحصیـه إلاّ اللّٰه تعالیٰ، لإمکان جعل الـحروف الـمزبورة‏‎ ‎‏رمزاً وإشارة إلـیٰ هذه الـمسائل، وإلـیٰ الـمسائل الاُخر الـمشابهـة معها فی‏‎ ‎‏الاسم والـلفظ، وحیث لا یثبت لـنا من طریق الـوحی وجـه معلوم، فلا نتمکّن‏‎ ‎‏من تعیین أحد هذه الـوجوه؛ ولو کانت فی حدّ نفسها نقیّـة من الأوهام‏‎ ‎‏والـشبهات.‏

‏وإنّی تارک طول الـکلام فی الـمقام علیٰ بعض الـوجوه الـمسطورة فی‏‎ ‎‏الـمفصّلات، ونذکر ـ إن شاء اللّٰه تعالیٰ ـ بعض الـوجوه الاُخر؛ لـئلاّ یخلو‏‎ ‎‏الـکتاب من الإفادة والاستفادة؛ من غیر إمکان الاطمئنان والـوثوق بالمقصود؛‏‎ ‎‏ضرورة أنّ نیل مقاصد الـمولیٰ لا یمکن إلاّ من طریق الألفاظ الـموضوعـة، أو‏‎ ‎‏من طریق الـکشف والـشهود، ولا سبیل لـنا إلـیٰ الأوّل کما تریٰ، ولا إلـیٰ‏‎ ‎‏الـثانی، کما نجد ونریٰ فی أنفسنا، رزقنا اللّٰه تعالیٰ ذلک.‏

‏ونستعرض بعض الـوجوه الـجامعـة لـشتات الأخبار ولمختلف الآثار،‏‎ ‎‏بل بـه یمکن استجماع الأقوال والآراء، واللّٰه الـهادی إلـیٰ سبیل الـرشاد‏‎ ‎‏وإلـیٰ الـصراط الـسویّ وإلـیٰ من اهتدیٰ.‏

‏ولعلّ إلـیٰ هذه الـمقالـة یشیر بعض الأخبار الـسابقـة، الـظاهرة فی‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 295
‏أنّها من الأسرار الإلهیّـة والـعلوم الـربّانیّـة الـمستورة. وقد اشتهر: أنّ روایات‏‎ ‎‏أهل الـبیت تدلّ علیٰ ذلک. ولکنّک علمت أنّ فیها ما تصدّت لـبیان بعض‏‎ ‎‏حدوده، وتضمّنت توضیح بعض مقاصده.‏

‏ ‏

‏ ‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 296