ذنابة: فی المآثیر التی قد یستدلّ بها علیٰ سلب عبارة الصبیّ

‏‏ذنابة: فی المآثیر التی قد یستدلّ بها علیٰ سلب عبارة الصبیّ‏

‏‏ ‏

‏‏قد یستدلّ علیٰ أنّـه مسلوب الـعبارة بطوائف من الـمآثیر والأخبار:‏

‏‏الطائفة الاُولیٰ:‏‏ ما تدلّ علیٰ أنّـه مرفوع عنـه الـقلم، ففی «الـخصال»‏‎ ‎‏بإسناده عن ابن ظبیان الـوضّاع الـجعّال الـکذّاب‏‎[1]‎‏ قال: اُتی عمر بامرأة‏‎ ‎
‏‎

‏‏فقال ‏‏علیه السلام‏‏: ‏‏«أما علمت أنّ القلم یرفع عن ثلاثة: عن الصبیّ حتّیٰ یحتلم،‏‎ ‎‏وعن المجنون حتّیٰ یفیق، وعن النائم حتّیٰ یستیقظ؟!»‏‎[2]‎‏.‏

‏‏وفی حدود «الـوسائل» عن «إرشاد» الـمفید قال: روت الـعامّـة‏‎ ‎‏والـخاصّـة أنّ مجنونـة فجر بها رجل، وقامت الـبیّنـة علیها، فأمر عمر‏‎ ‎‏بجلدها الـحدّ.‏

‏‏فمرّ بها علیّ أمیرالـمؤمنین ‏‏علیه السلام‏‏ فقال: ‏‏« ما بال مجنونة آل فلان‏‎ ‎‏تقتل؟».‏

‏‏فقیل لـه: إنّ رجلاً فجر بها فهرب، وقامت الـبیّنـة علیها، فأمر عمر‏‎ ‎‏بجلدها.‏

‏‏فقال لهم: ‏‏«ردّوها الیه، وقولوا له: أما علمت أنّ هذه مجنونة آل فلان،‏‎ ‎‏وأنّ النبیّ ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ قال: رفع القلم عن المجنون حتّیٰ یفیق...؟!»‏‎[3]‎‏.‏

‏
‏‎

‏‏ولا یبعد اشتهار الـحدیث بین أرباب الـتصانیف من الـقدماء،‏‎ ‎‏مستدلّین بـه فی مواقف کثیرة، وبعد اتّحاد واقعـة عمر یعلم: أنّ ما فی ذیل‏‎ ‎‏«الـخصال» یکون فی ذیل «الإرشاد»‏‎[5]‎‏ وبعد شهادة الـمفید یشکل صرف‏‎ ‎‏الـنظر عنـه، فدعوی الـوثوق بصدوره غیر بعیدة.‏

‏‏وقد ورد فی ذیل روایـة أبی الـبَختریّ فی قِصاص «الـوسائل» بعد‏‎ ‎‏ذکر الـمجنون والـصبیّ: ‏‏«وقد رفع عنهما القلم»‏‎[6]‎‏.‏

‏‏وغایـة ما یقال أو یمکن قولـه: أنّ هذه الـمآثیر تدلّ علیٰ أنّ الإرادة‏‎ ‎‏الاستعمالـیّـة فی الـقوانین الـتأسیسیّـة والإمضائیّـة الـشاملـة لکلّ أحد‏‎ ‎‏ـ ومنـه الـصبیّ - غیر مطابقـة للإرادة الـجدّیـة، وتکون الـثلاثـة خارجـة‏‎ ‎‏منها. والاختصاص بالـعقوبات الاُخرویّـة، ینافیـه موردها من رفع الـعقوبـة‏‎ ‎‏الـدنیویّـة بها من الـحدود وغیرها. وإثبات بعضها لدلیل لا یضادّ إطلاقـه؛‏‎ ‎‏لعدم إباء لسانـه عن الـتقیـید، کما ثبتـت الـعقوبـة الاُخرویّـة لأطفال‏‎ ‎‏الـکفّار حسب الـنصّ والـفتویٰ.‏

‏‏ووحـدة الـسیاق تـدرج الأوّل فـی الـثانـی والـثالـث فی مسلوبیّـة‏‎ ‎

‏
‏‎

‏‏ ‏

‏‎ ‎

‏‎

• )) قال ابن الغضائری فی حقّه: غالٍ، وضّاع للحدیث، روی عن أبی عبدالله علیه السلام، لا یلتفت إلی حدیثه.وقال النجاشی: ضعیف جداً، لا یلتفت إلی ما رواه.وروی الکشی عن الفضل أنّه قال: الکذّابون المشهورون؛ أبو الخطّاب ویونس بن ظبیان و....لاحظ اختیار معرفة الرجال: 546 / 1033، رجال النجاشی: 448 / 1210، مجمع الرجال 6: 284.
• )) الخصال: 93 ـ 94 / 40، وسائل الشیعة 1: 45، کتاب الطهارة، أبواب مقدّمة العبادات، الباب 4، الحدیث 11.
• )) وسائل الشیعة 28: 23، کتاب الحدود والتعزیرات، أبواب مقدّمات الحدود وأحکامها العامّة، الباب 8، الحدیث 2.
• )) المبسوط 8: 21.
• )) الإرشاد، الشیخ المفید: 203.
• )) قرب الإسناد: 155 / 569، وسائل الشیعة 29: 90، کتاب القصاص، أبواب القصاص فی النفس، الباب 36، الحدیث 2.