کتاب البیع

المقام الثانی: فی المعاطاة المقصود بها الإباحة

المقام الثانی: فی المعاطاة المقصود بها الإباحة

‏ ‏

‏والـحقّ فی هذه الـوجوه بطلان الـمعاملـة إلاّ ماهو الـمتعارف؛ وذلک‏‎ ‎‏لأنّ الـمعاملات الـواجدة للشرائط الـشرعیّـة، إذا لم تکن علی الـنهج‏‎ ‎‏الـعقلائیّ، لیست صحیحـة؛ لقصور الأدلّـة عن إمضائها. ومجرّد إمکان‏‎ ‎‏الـتوصّل إلـی الـبیع فی مواضع الإجارة، لایورث جواز بیع الـدار من جهـة‏‎ ‎‏خاصّـة إلـیٰ مدّة معیّنـة، کما ذهب إلـیـه جماعـة من الـعامّـة‏‎[1]‎‏، وبعض‏‎ ‎‏أصحابنا الإمامیّـة‏‎[2]‎‏.‏

فیعلم منه:‏ أنّ الـخروج عن الـمتعارفات یضرّ بالـصحّـة، فجعل تملیک‏‎ ‎‏حذاء تملیک، أو عین، وهکذا جعل الإباحـة مبیعاً، والإباحـة عوضاً،‏‎ ‎‏وأمثالـهما ممّا یخرج عن تلک الـطریقـة الـمألـوفـة، لیس صحیحاً. وما‏‎ ‎‏تریٰ فی مواقف الـضرورة للتخلّص عن الإشکال، فهو ربّما یکون عقلائیّاً‏‎ ‎‏ومتعارفاً حال الـضرورة.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 126
‏وأمّا إذا کان عقلائیّاً؛ لغرض فی موقف من أحد من الـعقلاء فهو غیر‏‎ ‎‏کافٍ؛ للزوم الـتبعیّـة للبناءات الـکلیّـة الـتی هی الـممضاة. ولو صحّ ما‏‎ ‎‏سلکـه الأصحاب هنا، لصحّ ما ذهب إلـیـه أبناء الـعامّـة فی أنّ الإجارة نوع‏‎ ‎‏من الـبیع، أو الـبیع قسم من الإجارة، وقد تقرّر منّا فی مواقف کثیرة -‏‎ ‎‏خصوصاً فی مسألـة أخذ الاُجرة علی الـواجبات‏‎[3]‎‏، وفی کتاب الـصلاة -‏‎ ‎‏تفصیل هذه الـمسألـة‏‎[4]‎‏ والـنتائج الـکثیرة الـمترتّبـة علیها، فلاحظ وتدبّر‏‎ ‎‏فیها.‏

فتحصّل:‏ بطلان الـصور الـتی یجعل فیها الـتملیک والإباحـة مورد‏‎ ‎‏الـمعاملـة، وأنّ بعضاً منها من الإباحـة بالـعوض، وقد مرّ فسادها، والـصور‏‎ ‎‏الـصحیحـة مختلفـة.‏

فمنها:‏ ما هو الـمعاوضـة الـمعاطاتیّـة، کتبدیل الـمالـین.‏

ومنها:‏ ما هو الـبیع الـمعاطاتیّ، کالـرائج بین الـناس فی زماننا.‏

‏ثمّ إنّ فی کلماتهم شبهات کثیرة لا وجـه للغور فیها؛ لما لا ثمرة عملیّـة‏‎ ‎‏لها. مع أنّ الـشیخ‏‎[5]‎‏ وأصحابـه‏‎[6]‎‏ خرجوا عمّا هو محلّ الـبحث؛ وهو صور‏‎ ‎‏الـمعاطاة، وتعرّضوا لمسألـة الإباحـة بالـعوض الـتی هی قسیم الـمعاطاة،‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 127
‏مع أنّ کون الإباحـة غیر الإباحة بالـعوض، وما هو الـمقصود فی الـمقام هو‏‎ ‎‏الأوّل دون الـثانی، کما لا یخفی.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 128

  • )) المجموع 15: 9 / السطر 16.
  • )) مجمع الفائدة والبرهان 10: 10، مفتاح الکرامة 7: 74 / السطر الأخیر.
  • )) لاحظ مستند تحریر الوسیلة 1: 436 وما بعدها.
  • )) هذه المباحث من کتاب الصلاة من «تحریرات فی الفقه» مفقودة.
  • )) المکاسب، الشیخ الأنصاری: 88 / السطر 5 وما بعده.
  • )) حاشیة المکاسب، السیّد الیزدی 1: 77 / السطر 13 وما بعده، منیة الطالب 1: 68 / السطر 18 وما بعده، حاشیة المکاسب، المحقّق الأصفهانی 1: 38 / السطر 18 وما بعده.