کتاب البیع

المرحلة الثانیة: فی تعارضه مع الاستصحاب الحاکم علیٰ جمیع هذه

المرحلة الثانیة: فی تعارضه مع الاستصحاب الحاکم علیٰ جمیع هذه

‏ ‏

‏الاستصحابات‏

‏ ‏

‏لأنّـه بـه یزول الـشکّ فی الـرتبـة الـسابقـة تعبّداً ونتیجتـه نفوذ‏‎ ‎‏الـفسخ؛ وذلک لأنّ الأسباب الـناقلـة لیست حدود تأثیرها معلومـة؛ حتّیٰ‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 109
‏یعلم بانقطاع الـعُلْقـة بین الـمملوک ومالـکـه مطلقاً، أو انقطاع الـملکیّـة‏‎ ‎‏رأساً، فإذن یجوز الاستصحاب إذا شکّ فی جواز رجوعـه إلـیٰ ملکـه بعد‏‎ ‎‏الـعقد الـمملِّک. والـتعبّد ببقاء الـعلقـة بینـه وبین مالـه، لایرجع إلاّ إلـیٰ‏‎ ‎‏جواز استرجاعـه الـعین، ونتیجتـه نفوذ فسخـه.‏

‏ومن الـمحتمل قویّاً جریان الـقسم الأوّل من ثالـث أقسام الـکلّی؛‏‎ ‎‏لأنّ الـزائل بالـعقد هی الـملکیّـة الـشدیدة والـعلقـة الـثابتـة، لا أصل‏‎ ‎‏الـملکیّـة.‏

‏ولک أن تقول باستصحاب بقاء علقـة الاسترجاع بنحو الـکلّی؛ فإنّـه‏‎ ‎‏کان إذا یخرجـه عن ملکـه بغیر الـعقود الـلازمـة، یستحقّ استرجاعـه، وأن‏‎ ‎‏تستصحب جواز استرجاعـه الـثابت بخیار الـمجلس وغیر ذلک.‏

‏هذا، وأنت خبیر بما فیـه من الأغلاط، وأنّـه من الـتوهّمات الـتی لا‏‎ ‎‏أساس لها، ولا خیر فی تعرّضنا لمثلها، فلاحظ وتدبّر.‏

فتحصّل:‏ أنّ الأصل الـجاری ینحصر بالاستصحاب الـحکمیّ، وهو‏‎ ‎‏استصحاب جواز الـتصرّف للمالـک الـثانی.‏

‏ویمکن دعوی الـتفصیل حینئذٍ بین الـتصرّفات؛ فإنّ الـتصرّفات‏‎ ‎‏الـخارجیّـة کانت جائزة ومحلّلـة شرعاً، ولها الـحکم الـمنجّز؛ وهو أنّـه کان‏‎ ‎‏فی حلّ منها، بخلاف الـتصرّفات الـناقلـة والاعتباریّـة، فإنّها غیر جائزة؛‏‎ ‎‏لعدم الـدلیل علیها إلاّ الاستصحاب، وهو تعلیقیّ عقلیّ، لا شرعیّ، فعلیـه‏‎ ‎‏لایجوز للمالـک الـثانی بعد الـفسخ الـبیعُ ونحوه، ویجوز لـه أکلـه‏‎ ‎‏وإطعامـه.‏

‏وهی قابلـة للدفع بدعویٰ: أنّ الـمستصحب لیس معلّقاً؛ فإنّ تجارتـه‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 110
‏کانت صحیحـة، أو کانت نافذة ومشروعـة وممضاة، ولا داعی إلـیٰ إرجاعـه‏‎ ‎‏إلـی الـتعلیق؛ حتّی یشکل جریان الأصل فیـه.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 111