سورة البقرة

البحث الثالث : الأعراض جلوة الذوات

البحث الثالث

‏ ‏

الأعراض جلوة الذوات

‏ ‏

‏من الـمسائل الـمبرهنـة فی محلّـه: هو أنّ الأعراض والـمقولات‏‎ ‎‏لـیس لـها وجود بحذاء وجود الـجواهر والـموضوعات، بل الـوجود‏‎ ‎‏الـعرضی بالـقیاس الـیٰ الـوجودات الاُخر، یُعتبر ویکون عین طور الـجوهر‏‎ ‎‏وجلوة الـذات، ویکون الـحرکـة الـمتصوّرة فی الأعراض بعین الـحرکـة‏‎ ‎‏الـموجودة فی الـذوات‏‎[1]‎‏، ویکون اشتداد الـکیف وازدیاد الـکم تبع الـحرکـة‏‎ ‎‏الـذاتیـة فی کلّ شیء کان متحرّکاً بتلک الـحرکـة کالأشیاء الـمتوحّدة‏‎ ‎‏بالـوحدة الـطبعیـة، دون سائر الـوحدات الـتألیفیـة والاعتباریـة، والـیٰ هذه‏‎ ‎‏الـمقالـة الـراقیـة تُشیر الآیـة الـشریفـة؛ حیث أفادت ‏‏«‏فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 371
فَزَادَهُمُ الله ُ مَرَضاً‏»‏‏، مع أنّ الـلازم بحسب الـنظر الـبدوی، هو أن یقال: «فی‏‎ ‎‏قلوبهم مرض فزاد الله مرضهم»، فإضافـة الـزیادة الـیٰ ذواتهم، تشهد علیٰ أنّ‏‎ ‎‏الـذوات والـمرض واحدة بالـحقیقـة وإن کانا مختلفین بالـمفهوم، فزیادة‏‎ ‎‏الـمرض تستلزم زیادة ذواتهم، فافهم واغتنم.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 372

  • )) راجع الأسفار 3 : 103 ـ 104 .