سورة الفاتحة

تقابل الأوصاف الثلاثة

تقابل الأوصاف الثلاثة

‏ ‏

‏ثمّ إنّ من الـمحاسن الـتی تزید فی فصاحـة الـسورة وبلاغتها: أنّ‏‎ ‎‏الأوصاف الـمأخوذة فی هذه الـجمل متقابلـة، ولا یُزاد علیها شیء، وذلک لأنّ‏‎ ‎‏الإنسان لا یخلو ـ بحسب الـحال من إحدیٰ هذه الـحالات الـثلاثـة: إمّا یکون‏‎ ‎‏من لـمُنعَم علیهم ومورد الـرحمـة والإنعام بالهدایـة إلـیٰ تلک الـنعمـة‏‎ ‎‏والـوصول إلـیها، أو یکون من الـذین أَیِسوا من هدایتـه وانخلعت قابلیّـة‏‎ ‎‏مادّتـه عن الـوصول إلـیٰ نور الـهدایـة، فیکون فی ظلماتٍ بعضُها فوق بعض،‏‎ ‎‏أو یکون من الـمستضعفین؛ لا بالغاً إلـیٰ الـهدایـة ولا مغضوباً علیـه بغضب‏‎ ‎‏الـظلمـة والـذلّـة، بل هو متحیّر وفی الـطریق متردّد، ویمکن أن تنالـه ید‏‎ ‎‏الـغیب ونور الـهدایـة. ولکلّ واحد منهم مراتب کثیرة ربّما تکون غیر متناهیـة.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 189