سورة البقرة

الوجه الثالث : حول کون «مرض» مجازاً

الوجه الثالث

‏ ‏

حول کون «مرض» مجازاً

‏ ‏

‏مقتضیٰ أصالـة الـحقیقـة أنّ «فی قلوبهم مرض» حقیقةٌ لا مجاز وتأوّل؛‏‎ ‎‏وذلک لأنّ الانحراف الـروحی والانحطاط الـمعنوی والـتمایل الـیٰ الـکفر‏‎ ‎‏والـنفاق والـحقد والإلحاد، ینشأ عن الانحرافات الـجسمانیـة والـفساد‏‎ ‎‏الـدموی وأمثال ذلک. أو یکون فی الـنفس الـمجرّدة الـناطقـة والـهیولیٰ‏‎ ‎‏الاستعدادیـة انعکاسات وراثیـة، أو یحصل من الـمعاشرة والـعشرة‏‎ ‎‏الاجتماعیـة مرض وفساد ونقص وعیب وعرض هو الـموجب لـلتمایلات‏‎ ‎‏الـباطلـة فعلیٰ کلّ حال بذلک الـتقریب تُحفظ أصالـة الـحقیقـة.‏

‏فما عن ابن عبّاس: أنّـه مجاز‏‎[1]‎‏، أو عن بعض آخر فی تقریب الـحقیقـة‏‎ ‎‏بوجـه آخر‏‎[2]‎‏، غیر مبرهن.‏

‏نعم حسب کثرة الـمجازات فی الاستعمالات، وحسب الأفهام‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 352
‏الـبدویـة، لا یبعد الـمجازیـة والادّعاء وهو أنّ ما یقابل الإسلام والإیمان‏‎ ‎‏والإقرار والـعمل الـصالـح، هو مرض، ومن لا یکون متمایلا الـیٰ هذه الاُمور‏‎ ‎‏الـمزبورة، یعدّ مریضاً وفی قلبـه مرض، ولو کانت الـظلمات الـمعنویـة‏‎ ‎‏والـحجب الـمجرّدة من الأمراض لـغـة وعرفاً، کانت الـحقیقـة أیضاً‏‎ ‎‏محفوظـة فی الاستعمال الـمذکور.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 353

  • )) راجع تفسیر الطبری 1 : 121، والبحر المحیط 1 : 58 / السطر 21 .
  • )) راجع الکشّاف 1 : 59، والتفسیر الکبیر 2 : 65، والبحر المحیط 1: 58، وروح المعانی 1: 38.