المسألة الثالثة : حول کلمة «غضب»

‏‏المسألة الثالثة‏

‏‏ ‏

‏‏حول کلمة «غضب»‏

‏‏ ‏

‏‏غضب علیـه ـ الـغضبـة ـ لـلانتقام منـه مع حبّـه، ویقال: غضب لـفلان‏‎ ‎‏وعلیٰ فلان؛ أی علیٰ غیره من أجلـه إذا کان حیّاً وبـه إذا کان میّتاً، والـغضب‏‎ ‎‏ثوران دم الـقلب إرادةَ الانتقام، هکذا فی «الـمفردات»‏‎[1]‎‏.‏

‏‏وأنت خبیر: بأنّ من الـحیوانات من لا دم لـه ویغضب.‏

‏
‏‎

‏‏ویؤیّد الأوّل قولـه تعالیٰ: ‏‏«‏‏وَالَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإذَا‏‎ ‎‏مَا غَضِبُوا هُمْ یَغْفِرُونَ‏‏»‏‎[4]‎‏، فإنّ الـمغفرة نوع من الـرحمـة الـکلّیّـة الـعامّـة.‏

‏‏ویؤیّد الـثانی قولـه تعالیٰ: ‏‏«‏‏إِلاَّ أَنْ تَکُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ‏‏»‏‎[5]‎‏، فإنّـه‏‎ ‎‏مقابل الـتجارة عن کراهـة وإکراه. هکذا تحرّر.‏

‏‏وقیل:‏‏ الألم علیٰ کلّ شیء یمکن فیـه غضب، وعلیٰ ما لایمکن فیـه‏‎ ‎‏أسف. وقیل: هو یجمع الـشرّ کلّـه؛ لأنّـه ینشأ عن الـکبر. وقیل: الـغضب معـه‏‎ ‎‏طمع فی الـوصول إلـیٰ الانتقام والـغمّ معـه یأس من ذلک‏‎[6]‎‏. انتهیٰ.‏

‏‏وقال ابن حیّان: الـغضب تغیّر الـطبع لـمکروه، وقد یُطلق علیٰ‏‎ ‎‏الإعراض لأنّـه من ثمرتـه‏‎[7]‎‏. انتهیٰ. والـسخط هو الـغضب الـشدید‏‎ ‎‏الـمقتضی لـلعقوبـة. هکذا فی «الـمفردات»‏‎[8]‎‏.‏

‏‏والـذی یظهر لـی بعد الـتدبر فی سائر أنحاء اشتقاقاتـه: أنّ الـغَضَب‏
‏‎

‏‏ثمّ إنّ «غَضِب» لازم، ویتعدّیٰ بـ «علیٰ» نوعاً وباللام بعضاً، وسیظهر فی‏‎ ‎‏الآیات الآتیـة ـ إن شاء اللّٰه تعالیٰ ـ الـبحث حول صحّـة استناد هذه الأوصاف‏‎ ‎‏إلـیـه تعالیٰ، وقد مضیٰ شطر من الـبحث حول کیفیّـة انتساب الـرحمـة إلـیـه‏‎ ‎‏تعالیٰ.‏

‏‏ ‏

‏‎ ‎

‏‎

• )) المفردات فی غریب القرآن : 361 ـ 362 .
• )) القاموس المحیط : 154 .
• )) الکافی 1 : 16 / 14 .
• )) الشوریٰ (42) : 37 .
• )) النساء (4) : 29 .
• )) تاج العروس 1 : 412 .
• )) البحر المحیط 1 : 28 .
• )) المفردات فی غریب القرآن : 227 .