سورة البقرة

المسألة الثانیة : حول کون «مرض» مصدراً

المسألة الثانیة

‏ ‏

حول کون «مرض» مصدراً

‏ ‏

‏قد استفادوا من أهل الـلغـة أنّ کلمـة «مرض» مصدر، ومعناها کذا‏‎ ‎‏وکذا‏‎[1]‎‏. وهذا غیر صحیح؛ ضرورة أنّ الـمعانی الـتی ذکروها مخصوصـة بما‏‎ ‎‏لـیس بمصدر، فإنّ الـمصادر ومادّة الـمشتقّات هی الـمعانی الـحَدَثیـة، ولا‏‎ ‎‏یعقل أن یکون الـمرض الـذی معناه کذا وکذا، وهو من الـکیفیات الـخارجیـة‏‎ ‎‏الـموجودة الـباقیـة الـذات، مصدراً، ولأجلـه قال سیـبویـه: هو مصدر‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 337
‏جعلی‏‎[2]‎‏. وهذا منـه قبـیح؛ لأنّ الـمصادر الـجعلیـة هی الـمصادر الـمتّخذة‏‎ ‎‏من الـجوامد والـذوات.‏

والذی هو التحقیق:‏ أنّ ما هو مصدر هو مادّة «م رض»، وما هو اسم لـهذه‏‎ ‎‏الـمعانی هی الـمادّة الـمتخصّصـة بهیئـة خاصّـة، وهی هیئـة فَعَل أو فَعْل، ولا‏‎ ‎‏ینبغی لأهل الـفضل الـخلط بین حقیقـة الـمادّة الاشتقاقیـة ـ الـساریـة فی‏‎ ‎‏الأشکال الـمشتقّـة ـ وبین نفس الـمشتقّات الـمتخصّصـة بالـهیئات‏‎ ‎‏الـخاصّـة الـطارئـة علیٰ تلک الـمادّة، فهناک أمران: أحدهما مَرَضٌ، وهو‏‎ ‎‏مصدر، ومَرَضٌ، وهو جامد موضوع لـمعنیً خاصّ، وتفصیلـه فی الاُصول‏‎[3]‎‏.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 338

  • )) راجع البحر المحیط 1 : 53 .
  • )) لسان العرب 7 : 231، تاج العروس 5 : 85 .
  • )) راجع تحریرات فی الاُصول 1 : 356 وما بعدها .