سورة البقرة

علیٰ مشرب العارف

وعلیٰ مشرب العارف

‏ ‏

‏«‏یُخَادِعُونَ الله َ‏»‏‏ بعین خدعتهم الـمؤمنین، فخدعتهم الله خدعـة‏‎ ‎‏إجمالـیـة بالـنسبـة الـیهم، وخدعتهم خدعـة تفصیلیـة بالـنسبـة الـیـه‏‎ ‎‏تعالـیٰ، کلّ ذلک حسب الـحقیقـة الـعرفانیـة، أوحسب الـتشریفات‏‎ ‎‏الـسیاسیـة؛ حتّیٰ یقف الـمؤمن أمام هذه الـمنزلـة، فیجاهد فی سبـیل هذا‏‎ ‎‏الـمحبوب علیٰ الإطلاق والـمعشوق بالـحقّ والـحقیقـة.‏

وقریب منه: ‏«‏یُخَادِعُونَ الله َ‏»‏‏ بعین خدعتهم أنفسهم وهم لا یشعرون،‏‎ ‎‏ومکروا ومکر الله لا بمکر آخر وراء مکرهم؛ من غیر انحطاط فی الـوجود‏‎ ‎‏الـواجبی، ولا ارتقاء فی الـوجود الإمکانی والافتقاری، بل کلّ ذلک حسب‏‎ ‎‏الـبرهان والـعرفان؛ ضرورة أنّ جمیع الـحرکات والـسکنات والأفعال‏‎ ‎‏والأعمال الـمتأخّرة، مستندة الـیٰ الأوائل بأقویٰ الاستنادات وبأتمّ الـنسب؛‏‎ ‎‏من غیر کونـه مجازاً أو ادّعاء، بل الـنسب الـمتأخّرة أقرب الـیٰ الـمجازیـة‏‎ ‎‏من الـمتقدّمـة، کما لا یخفیٰ علیٰ الـبصیر الـناقد والـعارف الـشامخ.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 331
ولقد علمت منّا:‏ أنّ اختلاف الأذواق والـمذاهب، لا یرجع الـیٰ‏‎ ‎‏اختصاص الـکتاب الـعزیز بطائفـة منها دون اُخریٰ، بل هذا الـنموذج الإلهی‏‎ ‎‏جامع هذه الـکثرات الـوهمیـة بعین الـحقیقـة الـجامعـة، کجامعیـة الـعالـم‏‎ ‎‏الـکبـیر لـها، ولا نحتاج الـیٰ تکرار وجهها، فلاحظ وتدبّر.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 332