سورة الفاتحة

تذنیب

تذنیب

‏ ‏

‏اختلفوا فی أنّ الـهدایـة هی إراءة الـطریق، أو هی الإیصال إلـیٰ‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 79
‏الـمطلوب أو هی الإراءة الـموصلـة، أو ما کانت تـتعدّیٰ بنفسها إلـیٰ الـمفعول‏‎ ‎‏الـثانی فهی الإیصال، وإن تعدّت إلـیـه باللام أو بـ «إلـیٰ» کانت بمعنیٰ الإراءة،‏‎ ‎‏وقد اُشیر فیما سبق، أنّ حقیقـة الـهدایـة لـیست إلاّ الـدلالـة والإرشاد؛ وإن‏‎ ‎‏کان بینهما فرق یخرجهما من الـترادف، ولکن الـمقصود هو الإیماء إلـیٰ أنّ‏‎ ‎‏الأقوال الـمذکورة ساقطـة والاختلاف الـمزبور غیر صحیح؛ لأنّ کلَّ ذلک من‏‎ ‎‏الإرشاد، إلاّ أنّ مصادیق الإرشاد مختلفـة لا مفهومـه، ومصادیق الـهدایـة‏‎ ‎‏متفاوتـة لا مفهومها، فهذا الـتشتّـت لـیس فی أمر لـغویّ، بل هو لابدّ وأن‏‎ ‎‏یکون فی معنیً آخر وجهـة اُخریٰ خارجـة عن مبحوثنا الـفعلی، فما تریٰ فی‏‎ ‎‏بعض کتب الـتفسیر من توهّم الأصالـة لـهذا الـنزاع والـتشاحّ، محمول علیٰ‏‎ ‎‏الـغفلـة عن حقیقـة الـحال.‏

‏وما یؤیّد بل یدلّ علیٰ ما سلکناه فی هذا الـمضمار من أعمّیّـة معنیٰ‏‎ ‎‏الـهدایـة، قولـه تعالیٰ: ‏‏«‏وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا العَمَیٰ علیٰ‎ ‎الْهُدَیٰ‏»‏‎[1]‎‏.‏

‏وممّا یشهد علیٰ أنّ الـهدایـة بمعنیً واحد ـ سواء تعدّت باللام أو بغیره‏‎ ‎‏أو بنفسها ـ لزوم تعدّد الـوضع، وهو خلاف الارتکاز والوجدان، مع أنّک أحطتَ‏‎ ‎‏خُبراً فیما سلف بأنّ الـتعدیـة بنفسها إلـیٰ الـثانی لا معنیٰ لـها، فلیتدبّر جیّداً.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 80

  • )) فصّلت (41) : 17 .