تذنیب
اختلفوا فی أنّ الـهدایـة هی إراءة الـطریق، أو هی الإیصال إلـیٰ
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 79
الـمطلوب أو هی الإراءة الـموصلـة، أو ما کانت تـتعدّیٰ بنفسها إلـیٰ الـمفعول الـثانی فهی الإیصال، وإن تعدّت إلـیـه باللام أو بـ «إلـیٰ» کانت بمعنیٰ الإراءة، وقد اُشیر فیما سبق، أنّ حقیقـة الـهدایـة لـیست إلاّ الـدلالـة والإرشاد؛ وإن کان بینهما فرق یخرجهما من الـترادف، ولکن الـمقصود هو الإیماء إلـیٰ أنّ الأقوال الـمذکورة ساقطـة والاختلاف الـمزبور غیر صحیح؛ لأنّ کلَّ ذلک من الإرشاد، إلاّ أنّ مصادیق الإرشاد مختلفـة لا مفهومـه، ومصادیق الـهدایـة متفاوتـة لا مفهومها، فهذا الـتشتّـت لـیس فی أمر لـغویّ، بل هو لابدّ وأن یکون فی معنیً آخر وجهـة اُخریٰ خارجـة عن مبحوثنا الـفعلی، فما تریٰ فی بعض کتب الـتفسیر من توهّم الأصالـة لـهذا الـنزاع والـتشاحّ، محمول علیٰ الـغفلـة عن حقیقـة الـحال.
وما یؤیّد بل یدلّ علیٰ ما سلکناه فی هذا الـمضمار من أعمّیّـة معنیٰ الـهدایـة، قولـه تعالیٰ: «وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا العَمَیٰ علیٰ الْهُدَیٰ».
وممّا یشهد علیٰ أنّ الـهدایـة بمعنیً واحد ـ سواء تعدّت باللام أو بغیره أو بنفسها ـ لزوم تعدّد الـوضع، وهو خلاف الارتکاز والوجدان، مع أنّک أحطتَ خُبراً فیما سلف بأنّ الـتعدیـة بنفسها إلـیٰ الـثانی لا معنیٰ لـها، فلیتدبّر جیّداً.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 80