سورة البقرة

المبحث الرابع : حول تغییر الضمیر من المفرد إلی الجمع

المبحث الرابع

‏ ‏

حول تغیـیر الضمیر من المفرد إلی الجمع

‏ ‏

‏ فی وجـه الإتیان بصیغـة الـمضارع الـمفرد، ثمّ الإتیان بصیغـة الـجمع،‏‎ ‎‏وهو قولـه: ‏‏«‏آمَنَّا‏»‏‏.‏

‏فربّما أنکر بعضهم بأنّـه غیر جائز؛ لأنّـه من الـرجوع الـیٰ الـجمع من‏‎ ‎‏الـمفرد‏‎[1]‎‏. وقال بعضهم: إنّ فی ذلک لـطفاً؛ لـما فیـه من الـجمع بین حکم‏‎ ‎‏الـلفظ والـمعنیٰ‏‎[2]‎‏.‏

أقول:‏ والـذی یظهر لـی: أنّ الإتیان بالـمُفرد فهو لأجل أنّ مفاد «مَنْ»‏‎ ‎‏لـیس إلاّ الـواحد علیٰ الـبدل، وأمّا قولـه: ‏‏«‏آمَنَّا‏»‏‏ فهو مقول قول هذا‏‎ ‎‏الـواحد علیٰ الـبدل، فإنّـه یجوز أن یقول: ‏‏«‏آمَنَّا‏»‏‏ إمّا تفخیماً لـشأنـه، أو کان‏‎ ‎‏نائباً عن طائفتهم ووکیلاً من قِبَلهم أصالـة أو فضولـة، فلا ینبغی الـخلط الـذی‏‎ ‎‏ابتُلی بـه أرباب الـتفسیر، فوقعوا فی حَیْصَ بَیْصَ.‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 254

  • )) البحر المحیط 1 : 54، روح المعانی 1 : 134 .
  • )) روح المعانی 1 : 134 .